إن كنت تحب القهقهة فلن تحتاج إلى أن تبحث كثيرا عن حدث تستنبت منه طرفة «نكتة» اجتماعية لتثير الضحكات من حولك، فقط أطلق عنان خيالك وقلب أحوال النساء التي صنعها الرجال، وستجد جيشا من النكات. ما رأيك في حكاية امرأة تقف في طابور انتظار طويل لتحدث زوجها المنشغل بتمديد قدميه، وتقليب عينيه أمام التليفزيون، وتكابد فتقدم قرابينها، وتتوسل ليلا ونهارا، فقط ليوقع ورقة تمنحها فرصة تعلم الحروف الهجائية بعد أن كادت تدفن «أمية». وبالطبع في الطريق لمدرستها لا بد أن تأخذ في حقيبتها نكتة قديمة تنتهي بمقولة أقدم: «بعد ما شاب ودوه الكتاب». ولا تنس أن تمر على حال سيدة بلغت من العلم والتدبير والخبرة ما يمنحها حق قيادة فريق عمل كبير، ومع ذلك لا تتجاوز عتبة بيتها إلا برمشتين خفيفتين: واحدة ل «موافق» والثانية ل»آخر مرة»، مع نصف ابتسامة مختومة ب «اصبري نشوف من يوديك». وستجد النكتة واقفة على الباب عن نقص العقل والدين. وإن كنت تفضل النكت الطازجة فافتح فمك، وألقم يومك بكثير من التناقضات حول «إرضاع الكبير»، وأعدك أن تؤلف معجم «سخافة»، ولا تهتم فلن يحاسبك أحد ، ولن يمنعك خجل أو احترام، أو مراعاة لتفاصيل أنثى علموها زمنا طويلا أنها عورة، وأن مجرد الحديث عن عضو في جسدها يعد إثارة محرمة، لن يمنعك هذا كله من التندر علانية بطريقة الإرضاع، وإدخال الجار والسائق والزبال في نكتة «بايخة» مع أي امرأة حتى لو كانت أما صالحة وزوجة مدهشة، أو كانت عالمة مبجلة أو سيدة مجتمع محترمة. لقد حان الوقت كي يعرف بعض المتلبسين بالرجولة أن أكثر ما يشعر النساء بالقرف هو وضعهن في خانة التسول أو التهريج، وفكرة أنهن مسرح مستباح للعروض البهلوانية الرجالية باتت فكرة خرفة، يجب حجرها في مصح عقلي. وجاء الوقت لتقف طرفهم عند حدها، وتستحي «على دمها» وهي تمر من أمام السيدات، وبانحناء كبير تقدم اعتذارها.