«سي السيد» شخصية درامية دكتاتورية شاهدناها في روايات الكاتب الراحل نجيب محفوظ، فهو الرجل صاحب السلطة العليا الذي يخضع كل النساء في عالمه إلى سلطته المتناهية وقرارته التي لا رجع فيها. وكانت المرأة في حياة «سي السيد» مجرد زوجة وطباخة ومربية أطفال ولا يحق لها طلب أي حقوق أخرى أو مراجعة «سي السيد» في أي قرار أيا كان وعليها السمع والطاعة المطلقة فقط. وهذه الشخصية تقترب مما قد نفعله لو أقررنا على تحريم ممارسة الرياضة النسائية داخل المدارس «النسائية أيضا». وهو أمر يثير الدهشة، لأن موافقة كهذه تقضي على الحريات حتى داخل المجتمع النسائي. وإذا عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلم تسابق مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جاز لنا أن نستغرب من هذا التحريم الذي يصف الرياضة النسائية في المدارس بأنها اتباع لخطوات الشيطان!. ما هو المانع في ممارسة الرياضة داخل المدارس؟ هل الخوف من أن إحدى الطالبات قد تدفعها موهبتها الكروية مستقبلا إلى التفكير بالاحتراف في أحد الأندية العالمية؟! لم أجد سببا مقنعا - رغم كثرة تفكيري - يمنع ممارسة أنواع بسيطة من الرياضة كالمشي والهرولة وتمارين عضلات البطن وغيرها، على اعتبار أن كرة قدم داخل المدارس النسائية شبه مستحيلة كما هو واضح. فمن المتفق عليه أن ممارسة الرياضة من أفضل الوسائل للراحة البدنية والنفسية وهي تنظم وظائف الجسم وتساعد على تقوية الإنسان معنويا وجسديا، ولا يعقل أن الإسلام يحرم نشاطا مفيدا كهذا. وذكر التاريخ الإسلامي والجاهلي الكثير من النساء اللواتي كان لهن عظيم الشأن ونجحوا في تربية أبنائهم وفي شتى أمورهم المنزلية ولم تكن نشاطات الحياة الأخرى تشكل أي عائق بالنسبة إليهن، فلماذا لا يزال البعض يمارس محاولات سجن المرأة داخل المنزل؟.