مدخل: «إن الذين يقرؤون هم الأحرار فقط، ذلك أن القراءة تطرد الجهل والخرافة وهما ألد أعداء الحرية». الرئيس الأمريكي الأسبق «جيفرسون». العربي يقرأ ست دقائق في السنة! ويصدر في الوطن العربي كتاب واحد لكل 350 ألف مواطن، كما أن كل دور النشر العربية، تستوعب من الورق ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة فقط! الأرقام المروعة السابقة ليست من عندي والله العظيم، وإنما أتت في تقرير لمنظمة اليونسكو عن الوطن العربي، أما أنا ومع تحفظي الشديد لحكاية الست دقائق، إلا أن المعلومتين الأخريين لم تكونا بالنسبة إلي نشازا، إذا علمنا أن موظفي المكتبات العامة هم أكثر الموظفين راحة لأنهم ببساطة بلا زبائن! وإذا علمنا أيضا أن أكثر المكتبات المنزلية لا تزار سوى مرتين في السنة! الأولى للتنظيف ونفض الغبار عن الكتب، وزيارة ثانية للتأكد من أنها لا تزال هناك! وما عدا ذلك فإن تلك المكتبة لا تعدو كونها إحدى قطع الأثاث في أغلب المنازل! وأقتنع أكثر بالأرقام السابقة عندما أتذكر أن مكتبتنا المدرسية في المرحلة المتوسطة، التي اكتشفناها عن طريق المصادفة فقط! لم تكن سوى مكان يحشر فيه الطلاب الذين قدر الله عليهم غياب معلمهم! أما موضوعات كتب تلك المكتبة، فقد كانت مناسبة جدا لعقلية طالب يشرع في كتابة بحث التخرج لمرحلة الدكتوراه! وإن كنت عزيزي القارئ ممن يداومون على القراءة في زمننا هذا، فاحرص أن تكتم سرك وألا تفشيه لأحد، وإلا فأنت الملوم أولا وأخيرا عند سماعك لجمل جارحة من أمثال «ناس فاضية» أو «الله يشفيك»! تصدقون... بدأت أقتنع بسالفة الدقائق الست! مخرج: عندما سئل «فولتير» عمن سيقود الجنس البشري، أجاب: الذين يعرفون كيف يقرؤون!