أصبح البث التليفزيوني جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ولكل ميوله المختلفة من الرياضة والمسلسلات والبرامج الثقافية والحوارية والبرامج الدينية والطبية وغيرها في هذا العالم المتكامل. ولكن المسلسلات التي تحظى بقاعدة جماهيرية أكبر من مختلف المراحل العمرية، أدخلت ثقافات مختلفة عن مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، فترى الأبطال يعيشون بحرية أكبر وتكاتف أسري غير معهود، فترى فيها المثالية ورفع الظلم والعشق والغرام والحياة الرومانسية وانتهاء قصص الحب اللاشرعية بالزواج وتسهيل الأمور وتعامل الأهل بتفهم كبير وإعطاء أبنائهم الثقة المتناهية ورسم صورة غير موجودة في الواقع الملموس. تركت هذه المسلسلات أثرا كبيرا في الأبناء، وارتبط أبطالها بعالمنا. في أحد أيام رمضان المبارك فوجئت وأنا أقرأ البريد الإلكتروني برسالة «نعي» للبطل الذي توفي في إحدى حلقات المسلسل وأصبح البعض يصب جام غضبه على الكاتب وفريق العمل على قسوتهم بإنهائهم دور ذلك البطل فأصابهم بالحزن والأسف لنهاية ذلك البطل الذي لن يروه في الحلقات القادمة من المسلسل. يلجأ الإنسان للهروب من الواقع أحيانا ليأخذ قسطا من الراحة، ولكن ماذا سيكون حال الإنسان لو ربط واقعه بخيال آخر وأصبح يرغب في أن تكون حياته مشابهة لتلك التي يراها في المسلسلات أو الأفلام؟. والخطر الأكبر دوما على الأطفال والمراهقين لأنهم يعيشون فترة توسع فكري ونضوجا يمكن أن يواجه دوما بالرفض من قبل العائلة. كما أن المسؤولية تقع على عاتق الأهل فهم من يفترض أن يزرعوا داخل أبنائهم الالتزام والتعايش مع الواقع أيا كان قاسيا. ويكمن واجب الأسرة في التوعية والتثقيف دوما ومعرفة حياة أبنائهم الخاصة واختيار ما يناسبهم دوما ويعم عليهم بالفائدة، فالنشاطات الرياضية أفضل وسيلة ليخرج الأبناء ما لديهم من طاقات، أو الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية أو حلقات تحفيظ القرآن، فأهم الأوقات التي يجب استغلالها هي تقريبا من الرابعة عصرا إلى التاسعة مساءً، فالأبناء لديهم طاقات كبيرة يجب عليهم معرفة التعامل معها.