قرأت دراسة خلصت إلى أن الموظفين الذين يعملون أكثر من عشر ساعات يوميا يكونون أكثر عرضة لأمراض القلب. غني عن القول إننا لسنا بحاجة إلى دراسة من هذا النوع؛ إذ إنها أولا خاصة بالموظفين الذين «يعملون»، وثانيا لأولئك الذين يعملون أكثر من عشر ساعات. لكن دراسة كهذه، تلفت بشدة إلى ضرورة إجراء دراسة معاكسة تحاكي حال موظفي الدوائر الحكومية المعنيين بمقابلة الجمهور والذين يمضون الدوام في التثاؤب وأكل ساندوتشات الشكشوكة بالشطة، والرغي على الهاتف،. وإذا «تلطف وتعطف» وقابل شباكه الخالي فإنه يكاد يصيب المراجعين بأمراض القلب والكلى وامتداد الشريان الأورطى. موظفونا يعرفون جيدا تأثيرهم السيئ على الصحة؛ لذلك يتجنبون العمل ومواجهة الجمهور. بإمكاننا أن نتفهم جيدا لماذا يتوقفون عن العمل قبل أذان الظهر ربما بساعة أو أكثر. السبب أنهم لا يمضون هذا الوقت الطويل في الوضوء وأداء الصلاة فقط، بل يستغفرون لكثير من الأضرار الجسيمة التي ألحقوها بالمراجعين خلال ساعات دوامهم اليومية التي لا تتعدى فعليا ساعتين أو ثلاثا، ولذلك فلا خوف عليهم من أمراض القلب. على أية حال، بظهور دراسة كتلك لم يعد بإمكاننا أن نلومهم كثيرا. أو أن نقف ساعات متذمرين أمام الشبابيك الفارغة. هؤلاء الموظفون لديهم أسر وأطفال واستراحات وتربيعات بلوت ولا يريدون أن يموتوا مبكرا بنوبة قلبية مفاجئة. أيها الموظف العزيز.. صحتك بالدنيا.