«تاكسي لندن» بأناقتها وفخامتها وشكلها الغريب وتقاليدها المهنية العريقة.. هي نفسها تتجول بكل أناقة في شوارع الرياض بعد أن كان ركوبها حلما لا يتحقق إلا بزيارة لندن، عاصمة الضباب التي يعتبر هذا التاكسي من أهم معالمها السياحية والمدنية. وربما أصبح هذا النوع ضروريا بعد أن أحجم البعض عن ركوب الليموزين لأسباب مختلفة، خصوصا أن «تاكسي لندن» يتمتع بالعديد من المزايا التي تؤهله ليكون حلا مناسبا لجميع أفراد الأسرة التي تبحث عن وسيلة فخمة ومميزة وآمنة. بدأت فكرة استيراد هذه الخدمة في ذهن رئيس مجلس إدارة تاكسي لندن، ناصر القحطاني، الذي استشعر حاجة سكان الرياض إلى وسيلة مواصلات تجمع بين الرفاهية والأمان وانخفاض التكلفة، لا سيما بعد اتساع رقعة المدينة، والتطور الهائل الذي شهدته مرافقها وقطاعاتها السياحية والاقتصادية كالفنادق والمطاعم والأسواق التجارية وغيرها، إلى جانب النمو المتزايد في عدد السكان الذي لم يترافق مع مستوى عالٍ من الخدمة في مجال النقل. وبدأت أولى خطوات المشروع في العام 2005م بعد سلسلة من الدراسات والخطط التي أخذت باعتبارها حاجة السوق السعودية وخصوصية البلد وعادات أهله وتقاليدهم، إضافة إلى المواصفات الفنية والتقنية التي ينبغي أن تتضمنها السيارة كما يروي القحطاني: «نجحنا بالفعل في تصميم النموذج الذي يتلاءم مع المناخ والبيئة في السعودية، ووافقت عليه الشركة الأم، وكان متطابقاً مع المواصفات المشروطة في المملكة، فالسيارة تتحمل حرارة الصيف ، وهي مزودة بنظام تكييف عالى الكفاءة وإطارات خاصة تتحمل سخونة الأرض إلى جانب المميزات الترفيهية التي يتمتع بها الراكب داخل السيارة». وربما يكون مدعاة للفخر أن النموذج السعودي من ( تاكسي لندن) حقق نجاحاً منقطع النظير، دفع الشركة الأم إلى التفكير في تعميمه على مدن عالمية أخرى، فالنسخة السعودية تحتوي على نظام متكامل من الخدمة التي تتيح للإدارة مراقبة تحركات سائقيها ومعرفة مواقعهم إلى جانب المزيد من التفاصيل المهمة الأخرى. وحرصاً على خدمة جميع شرائح المجتمع وتلبية احتياجاتهم، تقسم (تاكسي لندن) خدماتها إلى فئات متعددة كما يقول القحطاني: «هناك نموذج للفنادق الفخمة، وآخر مخصص لمراكز التسوق، وثالث لطلبات المنازل والمكاتب ، إضافة إلى برامج العضوية والاشتراكات، وجميعها متوفرة بأسعار مناسبة». ولم تنس «تاكسي لندن» أن تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، فهي السيارة الوحيدة في العالم التي صنعت بتجهيزات خاصة لخدمة ذوي الإعاقة، فهناك مدخل للكرسي المتحرك يفضي إلى مقصورة ركاب واسعة تتيح للراكب المعاق أن يثبت كرسيه بطريقة آمنة وملائمة ودون أي مجهود: «وعندئذ لن تميز الراكب المعاق من غيره إذا نظرت إلى السيارة من الخارج». حتى كبار السن لم تغفل «تاكسي لندن» أمرهم، فهي مجهزة بكرسي مرن يسهل إخراجه من محيط السيارة ليتسنى للراكب المسن أن يتخذ مكانه فيه قبل أن يعاد على داخلها بسهولة ويسر. ورغم هذه المميزات المذهلة التي تتمتع بها «تاكسي لندن»، إلا أن البعض اتهمها بعرقلة السعودة، فهي تهدد عدداً كبيراً من الشباب الذين امتهنوا قيادة الليموزين في الآونة الأخيرة، ويشعرون بأن هذه السيارة المميزة ستنافسهم في أرزاقهم، لكن القحطاني يشدد على وطنية الشركة وينفي عنها أي انحياز إلى العمالة الأجنبية على حساب المواطنين: «هي شركة مملوكة بالكامل لسعوديين، ونحن نعطي الأولوية للكوادر السعودية في التوظيف، ونمنحهم الفرصة للعمل معنا بأسلوب منظم وفق مزايا متعددة ، وهي دعوة لجميع الشباب السعوديين إلى الانخراط في برامج التدريب والتوظيف التي تنظمها «تاكسي لندن»، فالشاب السعودي سيكون أفضل من غيره كمرشد سياحي يوجه العملاء إلى الأماكن السياحية والتجارية ووجهات الترفيه»