أنعشت الأمطار الغزيرة التي هطلت على الرياض أمس الأول مهنا وحرفا معينة عانى أصحابها الركود بشكل كبير في الأعوام الأخيرة، فكانت الأضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالبعض جراء الأمطار «باب رزق» غير متوقع لأصحابها على طريقة المثل العربي «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وإن كان بعضهم حاول استغلال تلك الظروف فى رفع أسعارهم مقارنة بالأيام العادية، ومن أبرز تلك المهن مكيانيكيو السيارات وأصحاب الرافعات وسائقو السطحات ومحال قطع الغيار ومركبو الأطباق الفضائية، في حين لاحظت «شمس» قيام بعض المضارين بالبحث عن «وسيط» لإدخال سياراتهم إلى بعض مراكز الصيانة دون أن تفرض عليهم أسعار خيالية. وبلورت حالة التكدس الشديدة للسيارات المعطوبة أمام الورش بشارع العروبة تلك الحالة. وقال عاصف صاحب ورشة «صناعية العروبة» إن الأمر لم يكن متوقعا فجميع العاملين في «الصناعية» من فنيي الكهرباء والميكانيكا والدهان ضاعفوا جهدهم خلال الساعات الماضية وتمت زيادة ساعات الدوام: «تعطل مئات السيارات فيه تعويض لركود الأشهر الماضية.. وربنا يعوض على الجميع». وعن أسعارهم في الفترة الجارية مقارنة بما قبل هطول الأمطار: «نحن لم نرفع أسعارنا ولم نستغل الظروف، لكن أسعار قطع الغيار هي المرتفعة جدا، خاصة للسيارات الحديثة التي تعمل بنظام (الكمبيوتر)، حيث تصل تكلفة الصيانة في بعض أنواعها إلى أكثر من 10.000 ريال». مشيرا إلى أنه ذهب لأحد مراكز بيع قطع غيار سيارات ففوجئ أن أسعار بعض القطع ارتفع في يوم وليلة إلى أكثر من 800 ريال، ولا أحد من المراكز أبقى على أسعار ما قبل المطر. ويتفق أحمد العنيزي، صاحب سيارة متضررة، مع كثير يرون استغلال محال قطع الغيار للوضع وزيادة أسعارها بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 30 %، ويضطر معها أصحاب السيارات لقبول الأمر مرغمين؛ نظرا إلى أهمية السيارة في تحركاتهم اليومية. ولم يقتصر الأمر عند ميكانيكية السيارات، ودخلت سوق «المصائب» العديد من أصحاب السطحات، ويحكى إبراهيم العجمي: «من المؤسف أن يستغل هؤلاء الجشعون حاجتنا لندفع لهم ما يريدون.. إما أن تدفع أو تترك سيارتك فريسة للصوص.. فسيارة سعرها يقارب 170 ألف ريال هل أتركها في الشارع أم أدفع 300 ريال حتى يقوم بتوصيلها إلى الورشة؟ رغم أن السعر فى الأيام العادية لا يتجاوز 60 ريالا. لكن محمد السيد، وهو سائق سطحة كان له رأي آخر: «من حقنا زيادة أسعارنا؛ فهذا هو سوقنا ورزقنا فكثير من المهن تنتعش في الأزمات.. كما أننا لم نجبر أحدا على دفع المبلغ الذى نطلبه» .