دعا الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام، أصحاب المال والاقتصاد أن يتقوا الله فيما بين أيديهم من تجارة، وأن يراعوا أحوال المسلمين في المجتمعات المسلمة، وعدم أذية المسلمين باحتكار السلع ورفع الأسعار والتضييق عليهم في أرزاقهم ومعاشهم. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، أن إيذاء المسلم يعد كبيرة من الكبائر وجريمة من المحرمات، وأن ملايين من المسلمين يتضررون، ويقع البلاء على المجتمع والأمة بسبب الإيذاء، لأن الأذية كلما انتشرت دائرتها وتوسعت، كان إثم مرتكبها أعظم وعقوبته أشد. وألمح آل طالب إلى صورة من صور الاستغلال لحاجة الناس والتحايل على الربا الذي غطى بسحابته السوداء بلاد المسلمين، وضرب في تعاملاته ظلما وعدوانا حتى دخل على من لا يريده في عقر داره، ولو أن يصله غباره، ابتداء من المصارف والبنوك، وانتهاء بتجار التقسيط، حتى تكاثرت الديون وتضاعف العوز مع قلة استفادة المدين وانعدام بركة المال. وطالب بتوسيع المجال أمام بنوك التسليف بالإقراض الحسن لتقليل المعاملات الربوية وإحلال البركة في المال. وأكد آل طالب أن التجارة باب كريم للرزق، ولكن ذلك لا يعني الاتكاء على الضعيف واستنزاف المسلمين. وأضاف أن الأسوأ من ذلك استدراج الضعيف بالديون وتحميله ما لا يحتمل. من جهة ثانية، أكد الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي، أن للشريعة حرمة عظيمة لا يجوز انتهاكها ولا يحل تنقصها، وفيها أحكام لا يجوز تغييرها ولا تبديلها. وأوضح أن نشر الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة، من التعدي على حرمة الشريعة وأحكامها، وأنها تهدم الإسلام وتثير البلبلة والفتنة وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين، وتظهر الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق. وذكر البدير أن من البلاء تصدر أقوام للإفتاء، أحدهم بين أهل العلم منكر أو غريب ليس له في مقام الفتوى حظ ولا نصيب، وغرّهم سؤال من لا علم عنده لهم ومسارعة أجهل منهم إليهم. وذكر البدير أن من الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده، ما يفعله بعض من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة والأغراض الدنيئة الزائلة من التسرع إلى الإفتاء بغير علم، والقول على الله تعالى بلا حجة، والإفتاء بالتشهي والتلفيق والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح، وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة.