بعد إنكار استمر ستة أشهر، بدأ مكتب الضمان الاجتماعي في الطائف السبت الماضي في صرف شيكات الإعانات المالية للمستفيدين، وخصص يومي السبت والأحد من كل أسبوع للرجال، والاثنين والثلاثاء للنساء، والأربعاء للمعوقين، لتعود من جديد مشاهد التدافع بين المسنين الذين أخذوا أماكنهم منذ ساعات الصباح الأولى من أجل الحصول على مواقع متقدمة، ما دفع المكتب للاستعانة بالجهات الأمنية لفرض النظام. وكان مسؤولو المكتب أغلقوا أبواب المكتب أمام المئات من المراجعين قبل ستة أشهر، وأكدوا عدم صحة ما تردد عن فتح التسجيل للإعانات، وأن الأمر لا يعدو أن يكون شائعة، لكن مع ازدياد أعداد المراجعين وحدوث حالات إغماء، اضطر المكتب إلى جمع بياناتهم ووضعها في كراتين صابون، استبدلت لاحقا بصناديق حديدية بعد أن عبر المواطنون عن خشيتهم من ضياع تلك البيانات. وأكد مصدر مطلع في المكتب ل “شمس” أنهم بدؤوا في صرف شيكات المتقدمين للإعانات المالية بعد تفريغ بياناتهم ورفعها إلى الإدارة بالرياض، التي وافقت على منح بعضهم، ممن تنطبق عليهم الشروط، ومن بينها أن يكون عمر المتقدم فوق ال 60 عاما، مشيرا إلى أن الإعانات التي تراوحت ما بين خمسة إلى 15 ألف ريال، بحسب أفراد العائلة. أما مدير المكتب فقد رفض الإدلاء بأي تصريح حول الأمر. وبدت صالة البحث بالمكتب أمس مكتظة بالنساء من الأرامل والعاجزات والمسنات، ولجأ العديد منهن للاستناد على الحوائط أو افتراش الأرض بعد أن امتلأت المقاعد عن آخرها، فيما كانت حركة العمل بطيئة نظرا إلى قلة عدد الموظفين المخصصين لصرف الشيكات. واشتكى كثير من المراجعات عدم السماح لأبنائهن بمساعدتهن، بحجة أن الصالة مخصصة للنساء فقط، فيما رفضت وكالات أخريات. وقالت (أ. س – 90 عاما): إنها لم تتوقع هذا التحوّل الكبير من إنكار المكتب للإعانة وصرفه لها حاليا، وأنها أصيبت بالإحباط لتأخر عملية الصرف التي تستغرق أحيانا نصف ساعة للشخص الواحد، حيث يتطلب الأمر تصوير بعض المستندات مرة أخرى وتصديقها من مكتب آخر، وهو ما يرهق المراجعات خاصة المسنات. أما سارة العتيبي (70 عاما) ففوجئت بعد وصولها إلى الشباك بعدم ورود اسمها في قائمة المستحقات، فهمست لها إحدى المراجعات: (ضيّعوها في الكراتين يا خالة). وعلق فهد راجح الهذلي (90 عاما): “راجعت المكتب أمس الأول لمتابعة صرف الإعانات التي أنكرها من قبل.. فلماذا هذا التخبط وعدم الوضوح من البداية؟ خاصة أن الأمر متعلق بعجزة ومسنين وأصحاب حالات خاصة.. يجب التحقيق في هذا الموضوع”. أبناء عم الهذلي وجيرانه فوجئوا بسقوط اسمائهم من الكشوفات، مشيرين إلى أنهم سيتقدمون بشكوى للمكتب، خاصة أن تسليم بياناتهم استلزم منهم جهدا كبيرا، لكن يبدو أنها “ضاعت في الكراتين”.