من منكم سمع عن يوم الرقص العالمي؟ ومن كان يتخيل أن يكون الرقص مهما حتى يخصص له العالم يوما في السنة؟ أظن أن نسبة كبيرة منكم يستغربون هذا الأمر، ولا يعلمون أنه إحدى المزايا التي اجتمعت في شهر إبريل الذي يبدأ بكذبة وينتهي برقصة، وأظن أن من اختار جدول الأيام العالمية كان عالقا في ذهنه حينها عبارة ك (عاش واقف)، وأستطيع الجزم أن من وضع هذا اليوم كان يملك بُعد أفق لأنه أراد أن يشرك العالم حتى في الرقص هربا من المآسي التي جعلت كوكبنا يرقص رابطا خصره بحزام ناسف. وبعيدا عن النسف فإننا نأسف لعدم قدرتنا على ممارسة الرقص في هذا اليوم لأن بيان المنظمة لم يحدد لنا ويوضح ما هو نوع الرقصات المطلوبة، خاصة أن من أهداف هذا اليوم الذي يوافق (25) إبريل من كل عام دمج ثقافات العالم ببعضها، أي من المفترض أن يرقص أهالي (ريودي جانيرو) (قزوعي)، وتقودك الصدفة إلى أن تشاهد في هذا اليوم صفا من الشبان في (سالزبورج) تتناغم أجسادهم علوا ونزولا على إيقاعي (الخطوة) و(المعشى). أحد الشباب الذين جابوا دول العالم في المناسبات والأيام الثقافية للسعودية أخبرني في حديث مشابه أن رقصاتنا عالمية وأن شبانا وشيبا من شرق المعمورة وغربها كانوا يتمايلون معهم ولا يستطيعون مقاومة ضرب (الزير) ولمعان (الخناجر)، ويصابون برعشة وأعراض غريبة وهم يحركون أجسادهم ك (سرب البجع)، وحتى لا أتهمه بالمبالغة طلب مني البحث عن مقطع في (اليوتيوب) للاعب (كريستيانو رونالدو) الذي التقطته الكاميرات بعيدا عن ترقيص المدافعين على عشب ال (سانتياجو برنابيو)، وهو يحمل خنجرا ويشارك إحدى الفرق الشعبية الرقص أثناء زيارة سابقة للرياض. ولأن الرقص بحسب بعض المصادر كان موروثا مهما في الحضارات الإنسانية القديمة، ويجد فيه الإنسان اليوم وسيلة فنية ملحمية للتنفيس عن مشاعره الداخلية، وتعبيرا عن الفرح والانتماء والانصهار بين المكان والإنسان، فإنني أتمنى من الجهات المهتمة بالثقافة والتراث إحياءه في نفوس الأجيال القادمة بعيدا عن اليوم ال (إبريلي)، حتى لا نستيقظ يوما فنجد أن القبيلة استبدلت (السامري) بال (هيب هوب)..!