وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببناء مدينة طبية تتبع جامعة الخليج العربي بالبحرين (هدية) باسم شعب السعودية لأشقائه في البحرين، ولدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة بمبلغ مقداره مليار ريال سعودي. وكان خادم الحرمين وصل إلى المنامة بعد عصر أمس، في زيارة رسمية إلى البحرين، وكان في استقباله لدى وصوله قاعدة الصخير الجوية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين الذي رحب بالملك ومرافقيه، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني البحرين. وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بمقدم خادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك قدمت طفلتان باقتي ورد لخادم الحرمين وملك البحرين. بعد ذلك توجّه الملك وأخوه ملك البحرين إلى قاعة كبار الزوار بمطار القاعدة؛ حيث صافح الملك حمد بن عيسى أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين. كما صافح خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الشورى، ورئيس مجلس النواب، والوزراء، والشيخ عبدالله بن ثامر آل ثاني سفير قطر لدى البحرين عميد السلك الدبلوماسي، وكبار ضباط قوة الدفاع، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني، وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى البحرين. وبعد استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوار صحب الملك حمد ضيفه الكبير في موكب رسمي إلى قصر الصخير، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمية. ورحب ملك البحرين في كلمة رسمية بخادم الحرمين الشريفين، وأضاف: “بهذه المناسبة يسعدنا ويشرفنا باسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب (بالأجرب) سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود طيب الله ثراه الذي كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب 140 عاما منذ أن أرسله وحفظ كأمانة الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمهما الله”. وتابع ملك البحرين: “وظل هذا السيف رمزا من رموز العائلة الواحدة، والأصل الواحد، والموقف الواحد على مر السنين، وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين أياديكم الكريمة تذكارا لما بناه الأولون وأمانة خالصة للأخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني. وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في هذا القصر العامر حين قال لأخيه الجد الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمهما الله إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين. كما يسعدني أن أقلدكم وسام والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان رحمه الله تقديرا وعرفانا لما قدمتموه وتقدمونه لنا وللأمتين العربية والإسلامية من إسهامات جليلة، وكم نحن جميعا سعداء بهذه الزيارة الكريمة”. إثر ذلك قدم الملك حمد بن عيسى سيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود لأخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما قدم لخادم الحرمين الشريفين وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تكريما له. وشكر خادم الحرمين في كلمة ألقاها أخاه ملك البحرين على المشاعر الكريمة، وقال: “أشكركم على مشاعركم الكريمة تجاهنا، وتجاه بلدكم الشقيق السعودية وشعبها، وهي مشاعر لها مكانها الرحب في نفوسنا، وتصونها روابط الدين، والتاريخ، والمصير المشترك، بين بلدينا وشعبينا. واليوم تأتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديدا، بل لتقول للآخر إننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء”. وأضاف: “إن سيف الإمام تركي مؤسس الدولة السعودية الثانية الذي تقدمونه اليوم لأخيكم بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة إلينا وإليكم، تعبر عنه مكارم الأخلاق والقيم، التي حفظته، وصانته، وأكرمته، عندما حل في وطنه الآخر البحرين. فشكرا لكم ولأهلنا شعب البحرين الشقيق”. إثر ذلك قلّد خادم الحرمين أخاه الملك حمد قلادة الملك عبدالعزيز تكريما له. بعد ذلك ألقى الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قصيدة بعنوان (عز وفخر). إثر ذلك بدأت العرضة السعودية والعرضة البحرينية، حيث شارك فيهما خادم الحرمين والملك حمد والوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين، وكبار المسؤولين البحرينيين. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز غادر الرياض عصر أمس متوجها إلى المنامة في زيارة رسمية للبحرين تستمر يومين تلبية لدعوة تلقاها من الملك حمد بن عيسى. وكان في وداعه لدى مغادرته مطار الملك خالد الدولي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. كما كان في وداعه الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز، والأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.