ماذا يعني أن يقتحم ثلاثة شبان مدرسة بنات، وذلك بالقفز فوق أسوارها ومن ثم مطاردة عدد من معلمات المدرسة؟ أعتقد أن البحث عن إجابة لسؤال كهذا لن يكون صعبا علينا، ولن نختلف في التعبير عن إجابة تكون شافية ووافية، فالجميع سيتفق على أن هناك “انحرافا خطيرا” لدى بعض الشباب. كما أننا لن نجد صعوبة في البحث عن الأسباب التي دفعت أولئك الشباب للقفز من فوق أسوار المدرسة.. فبعض الأسر تخلت عن دورها التربوي والتوجيهي للقنوات الفضائية لسبب أو لآخر، فعصفت الملهيات بعقول الصغار حتى تحولت الحياة عندهم إلى نوع من التسلية والدلال وضياع الوقت والاستهتار وانعدام روح المسؤولية. والأخطر من ذلك أن المدرسة اكتفت في رسالتها بالتعليم وقصرت في تفعيل الجوانب التربوية لدى الطلاب.. كما أن جزءا من المسؤولية يتحمله المجتمع عندما لم يوفر للشباب الأماكن التي يقضي فيها أوقات فراغه، ولم يساعده على استنفاد طاقته فيما ينفعه. ما زال هناك أمل في ألا يغيب العقاب لمن أساء أدبه، وإلا فلننتظر مزيدا من التفلتات الشبابية.