هل أصبح لزاما على المجتمع أن يعلن الانقلاب على قيمه وعاداته وتقاليده من أجل أن يكون مهيئا لقبول كل ما هو مستورد من أفكار وقيم بزعم التقدم؟.. لماذا لا نرى تجربة اليابانيين والصينيين وكيف تجاوزوا ما أصابهم من بلاوي الحروب والتدمير وبلغوا شأنا كبيرا في الحضارة والتمدن بشكل نافسوا به الحضارة الأوروبية، وكل هذا تم دون أن يتخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم حتى في طريقة اللباس وتناولهم الطعام. وللأسف فإن بيننا من يدعو للانتكاس على العادات والتقاليد حتى الزي السعودي خرج عن صورته وأصبح غريبا بما دخل عليه من خطوط للموضة شوهته، بل وصل الحد ببعضهم إلى الدعوة للانقلاب على تعاليم الدين من أجل أن نحقق التقدم وكأن التحضر والتنوير لن يتحققا لنا إلا إذا تنازلنا عن كل ما من شأنه أن يحفظ لنا أصالتنا وهويتنا. لذلك لا تستغربوا أن ينبهر بعض شبابنا بالتقاليد الغربية، صالحها وطالحها، لذا يجب أن تسعى مؤسسات التربية وفي مقدمتها المدرسة إلى غرس الاعتزاز بالقيم وتنمية الانتماء للهوية الإسلامية والعربية عند الطلاب حتى لا يأتي يوم نبكي فيه على أشكال وسلوك أبنائنا بعد أن نكون قد أسهمنا في ضياعهم.. وساعاتها لن ينفع الندم.