كانت عبير جالسة في غرفتها تذاكر دروسها كعادتها اليومية، وفي لحظة تفكير سريعة بعيدة عن دروسها، خطرت في بالها فكرة.. لو أنها حصلت على مبلغ مالي ضخم، ماذا سوف تفعل به؟ وبدأت ترسم الأحلام الحاضرة والمستقبلية. وفجأة يظهر لها مارد عملاق.. خافت منه وبدأت تستعيذ بالله فقال لها: ماذا تريدين أن أحقق لك؟ اطلبي أي شيء وسوف تجدينه أمامك الآن.. هيا تكلمي. صمتت عبير للحظة ثم قالت له أريد مالا.. مالا كثيرا جدا! قال لها: حددي لي المبلغ وسوف تجدينه أمامك في الحال، قالت: أريد مليون ريال.. لا لا بل مليونان.. لا إنها لا تكفي.. أريد عشرة ملايين ريال.. هل ستحضرها لي الآن؟ ضحك المارد بصوت عال مخيف! أغمضي عينيك.. هيا افتحيها الآن؟ ما ترين؟ إنها الأموال التي طلبتها.. ولا تتعبي نفسك في عدها.. فرحت عبير كثيرا.. وبدأت تخطط كيف ستنفق ذلك المبلغ. في اليوم التالي: تصدرت الصحف ونشرات الأخبار التلفزيونية أنباء عن سرقة أحد البنوك.. صُدمت عبير عندما علمت أن المبلغ المسروق هو عشرة ملايين ريال.. وقالت يا إلهي إنه نفس المبلغ الذي أحضره لي ذلك المارد.. ماذا أفعل لا بد من إرجاعه إنه مبلغ مسروق.. ولكن كيف؟ سوف أُتهم بالسرقة.. ولكن كيف تمت سرقته فلا أثر لأي كسر أو سطو مسلح على ذلك البنك؟ ماذا أفعل؟ نعم وجدتها: سأقول إني وجدته على الطريق.. وفجأة ظهر لها المارد قائلا: لقد سمعت أنك ستعيدين المبلغ للبنك. لماذا تفعلين ذلك؟ هل جننت؟ المبلغ كله لك الآن ولا أحد يعلم بذلك. قالت عبير: ضميري لا يسمح لي بقبول المبلغ مهما كانت حاجتي. قاطعها قائلا: عن أي ضمير تتحدثين عنه؟ أنتم في زمن انعدم فيه الضمير.. هيا دعي ضميرك جانبا.. قالت: لا.. انصرف عني.. لن أجعلك تلعب بعقلي.. إن رضا الله عندي أهم من كل شيء.. سوف يرضى عني ربي ويحقق لي البركة فيما لدي. اغرب عني.. اغرب عني. ما بالك يا عبير هل جننتِ.. هيا إنها الساعة 6.30 ولم تفعلي شيئا.. هيا هيا.. إنه صوت أمها جاءت لتفيقها من نومها وتقطع عنها ذاك الكابوس المزعج. بقعة نور: لنحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله السميع البصير.