في الوقت الذي تواصل فيه وزارة الصحة تحقيقاتها الموسعة في قضية حقن 11 طفلا بلقاحات حصبة والتهاب كبدي منتهية الصلاحية في ثلاثة مراكز صحية في محافظة القنفذة، وقعت إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف في مأزق حقيقي بتوزيعها خلال الأيام الماضية أدوية منتهية الصلاحية وأخرى لم يتبق على انتهائها سوى أيام وأسابيع قليلة على مجموعة من الطلاب، وهو ما أثار حفيظة أولياء أمورهم وجعلهم يهددون بتصعيد الموقف ورفع شكوى لوزير التربية والتعليم بهذا الخصوص، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول في(تعليم الطائف) أن هناك تحركا سريعا لتدارك الموقف واستدعاء الطلاب الذين صرفت لهم الأدوية لإعادتها. الأمر الذي اكتشفه أحد المعلمين مصادفة قبل أيام أثناء نقل بعض الأدوية وكان مفاجئا جدا، ويقول المعلم في مدرسة ابتدائية “تحتفظ شمس باسمه” إنه اكتشف الأمر صدفة، وقال: “كانت هناك أدوية منتهية الصلاحية وأخرى بقي على انتهائها أيام وأسابيع، وبعض هذه الأدوية صرفت للطلاب”.. ولم يستبعد أن يكون وراء ذلك صفقة تجارية للتخلص من كميات كبيرة من الأدوية بصرفها على المدارس والمراكز الصحية”. وعن طريقة وصول الأدوية إلى المدرسة قال: “أحضرها موظف قد لا يكون يعي ما يحمله وحجم الخطر الذي تشكله، وسلمها للمدرسة واستلم أمر الاستلام وغادر”.. موضحا أن العلاجات المصروفة هي شراب للكحة وآخر للبلغم وعلاج مهدئ للحرارة وعلاج للفتور والعضلات ومهدئات أخرى تنوعت بين شراب وحبوب. وزاد أن الأدوية وضعت في إحدى الغرف ولم يخصص لها موقع آمن أو ثلاجة، وهذا أمر خطير جدا لكنه حال أغلبية المدارس، كما يقول . من جهة ثانية، طالب عدد من أولياء الأمور لدى معرفتهم بالأمر بمحاسبة المقصرين، مشيرين إلى أن أبناءهم لا يعرفون قراءة تواريخ الصلاحية وكذلك بعض المعلمين الذين لا يهتمون بالأمر، مشيرين إلى أن الوحدات الصحية يجب أن تقوم بدورها ولا تكتفي بتوزيع الأدوية على الطلاب وحسب، مؤكدين على أن حياة أبنائهم غالية ولن يتنازلوا عن تقديم شكوى لمحاسبة المقصرين. وقال عبدالرحمن الروقي (ولي أمر طالب صرف له الدواء): “فوجئت بوجود قارورة دواء بصحبة ابني ويعالج منها يوميا حتى أنه شرب نصفها، وعندما سألته أجاب بأن مدير المدرسة صرفها له، وعندما عاينتها اكتشفت أنها ستنتهي بعد أيام، واكتشفت أيضا وجود دواء آخر في حقيبته منتهي الصلاحية والحمد لله أنه لم يأخذ منه شيئا بعد، وانتظرت حتى الصباح وصحبت ابني والأدوية المصروفة له وتوجهت لمدير المدرسة الذي برر موقفهم بأن ابني كان يعاني إسهالا حادا وصرفت له هذه الأدوية، وعندما أخبرته بانتهاء صلاحية أحدها واقتراب موعد الآخر أكد أن لا ضرر من ذلك”. وأكد محمد المرزوق أن زوجته اكتشفت علاجا منتهي الصلاحية موجودا في صيدلية المنزل كان قد صرف لابنه ويقول: “ذات يوم هم ابني الذي يدرس في الابتدائية إلى صيدلية المنزل لأخذ علاج خافض للحرارة، وعندما لم يتمكن من الوصول للدواء طلب من والدته إحضاره، وكانت المفاجأة أن الدواء منتهي الصلاحية منذ شهر”.. وأضاف المرزوق: “هذه كارثة حقيقية ولو شرب ابني الدواء ومات أو تعرض لطارئ لا سمح الله ما الذي سيعمله لي تعليم الطائف.. أنا أريد حقي وسأصعد الموقف لوزير التربية والجهات الرسمية”.