وعدتني أن تكتفي بوجودي في جزيرة لم يدنس أرضها غير خطانا، ولم أستطع تخيل تلك الصورة حتى على صفحة السراب، فنسبت أقوالك إلى “الكذب الأبيض” .. حاولت أن تقنعني بالقول والفعل أنك مخلوق مميز يسكن بين البشر، ولم أعترض على ذلك بأكثر من أن اعتبرتها “كذبة بيضاء”. .. أفهمتني أن حياتك ترتكز بعد الله على ثلاثة “الماء والطعام وأنا”، وأن حبك لي حتى رمقك الأخير، وأنه الشبع، وأني حين أتخلى عنك سأحكم عليك “بالموت”، ولم أجد تعليقا على قولك أكثر من كونه “كذبة بيضاء”. .. جلست بقربي تتلو تعاويذك لينتزع الشك من نفسي بطلاسم تعلمتها بسحر الحب، قلت لي: إني الإنسانة الوحيدة التي استطاعت أن تلب الطفل براءته، والورود بهاءها، والعطر شذاه، والندى عذوبته، وبقوة من يعرف قدر نفسه، احتسبتها “كذبة بيضاء”. .. قاسمتني اليمين بالله إني كل النساء في حياتك فابتلعت القول “كذبة بيضاء”. .. وفي لحظة صدق من الوقت، علمت أن من المحال أن توجد جزيرة حتى في الخيال لم تدنسها بشر لنعيش عليها. واكتشفت أن كل كلمة إطراء قلتها لي تحفظها كل أنثى طرقت حياتك، وأنا لست كل النساء عندك! .. حينها فقط تأكدت أنك من لون الكذب، لتُظهر “كذبك” كل مرة بحيلة جديدة. فإليك عني أيها الخائن، فلم يعد لدي صبر وجلد أو أمل أغذي به مشواري معك. وليس عندي ورق من كراس الطموح، أرسم عليه ابتسامات الرضا، وحروف الإطراء، لأبعثها كقصائد غزل ترضي عذرية وبراءة أفكاري وظنوني. إليك عني.. افتقرت من كل شيء أهاديك به حتى من الإخلاص الذي اسمه “الأمل”. فتجنب دربي وابحث عن عاشق آخر يعرف الوفاء للبسمة، وذي نية صافية لم تتعكر بعد. إليك عني.. فلقد جعلتني للحزن نديما .. وأكدت لي أن الكذب له لون واحد “كذب أسود” ينم عن حقد وتدليس وأنت منبعه، وتبثه أنت للعالم ألوان، يا نكهة إبريل. مها