على أنغام الرقصات الشعبية التي تميزت بها جازان، استقبلت اثنينية عبدالمقصود خوجة الأديب عبده خال الحاصل على جائزة البوكر العالمية أخيرا عن روايته ترمي بشرر. وتحدث خال في مستهل الأمسية عن تجربته الأدبية الطويلة التي لم تكن محفوفة بالورود والرياحين: “لم أكن أبحث عن قلادة أضعها على صدري، لكني في الوقت الذي كنت أدعى فيه إلى خارج السعودية، جاء تكريمي من صالون أدبي سعودي، فأثار أسئلة عن سبب هذا التكريم لولا أني أؤمن بأن صاحب هذا الصرح الثقافي (خوجة) استشرف أن هذا الفتى النحيل يمكن أن يعبر الحدود، مع أن كثيرين كانوا يرون أنني دون هذا التكريم الذي أهديته وقتها إلى أخي أحمد، واليوم هأنا أكرّم في المكان نفسه بينما أحمد تحت الثرى”. ثم انتقل خال إلى الحديث عن تجربته الأدبية ومنبع استقائه لها وعمن كان لهم الفضل في نجاحها: “أنا مجموعة أفعال أقدمها إلى الناس أولهم أهلي، صُنعت وجُمعت من خلال أفعال متعددة وكنت حلما لأسرة صغيرة، وبداخلي أحلم بعالم كبير ليس لتلقي التهاني؛ فهناك عالم لم يكتب بل انفجر ليخبر عن حيوات متعددة، كل حياة تستحق أن تكتب. وكما فعل معي الأحباء والأعزاء، فعل معي الأعداء؛ فقد ازددت قوة وصلابة، ولم يكن هدفي البحث عن المجد، بل الإفراج عن الشخصيات التي عاشت بداخلي لتصبح ورقية، والشخصيات الورقية ستتحول إلى شخصيات واقعية تعيش معنا في الحياة”. وتناول خال في كلمته الكتابة النسائية، نافيا أن تكون هناك تفرقة في الأدب من حيث جنس الكاتب: “أنا امرأة؛ لأني نتاج امرأة، وفوزي هو فوز للحركة الثقافية، وليس للجنس والتجزئة”. وفي حديث خاص ل“شمس”، صرح الدكتور يوسف العارف، عضو نادي جدة الأدبي قائلا: “اليوم يقع خال في محك صعب؛ فوصوله إلى العالمية من خلال جائزة البوكر لن يكون آخر المشوار؛ فهو مطالب بتقديم الأكثر للوصول إلى مراكز متعددة، أو الحصول على جوائز أخرى تسهم في تعزيز الحراك الثقافي المحلي”. وفي معرض تعليقه على الحرب التي يشنها البعض على خال، قال عارف: “هذه ضريبة النجاح، ولا بد من أعداء هم في النهاية زاد النجاح ووقود التحدي للوصول إلى القمة. فالقائمون على حرب خال ليسوا تابعين لتيارات معينة، بل هم محفزون له في شق طريقه نحو المستقبل المشرق؛ فهم ليسوا إسلاميين أو ليبراليين، بل إن ذلك يعد حالة صحية أستطيع تسميتها (التحاسد الثقافي)”.