التسويق المنظم، هو العلامة المميزة في مهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية الذي اختتمت فعالياته في بريدة بمنطقة القصيم أمس. وساهم المهرجان في نقل بعض الأسر من الإنتاج العشوائي إلى المستقر الذي يتيح إمكانية استثمار المنتجات الشعبية في سبيل الحصول على دخل يمكن الاعتماد عليه بشكل كلي. وبحسب المنظمين فإن إجمالي المبيعات في المهرجان الذي أقيم في مركز الملك خالد الحضاري حتى أمس الأول تجاوز حاجز 1.2 مليون ريال، فيما تجاوز عدد الزوار 130 ألف زائر من مختلف مناطق السعودية. دعم من جهة أخرى، أشار فهد العييري المدير التنفيذي للمهرجان أن الإحصاءات التقديرية نفذت بآلية تقدير متقدمة من خلال فريق إحصاء متمكن. وبين أن من أهم المكاسب التي تحققت علاوة على الجوانب الاقتصادية والترفيهية بث برامج التوعية المختلفة عبر القطاعات الخيرية والأهلية، وكذلك دعم مقومات المرأة التجارية من خلال ممارسة السيدات لعمليات التداول وإدارة عمليات البيع والشراء في كرنفال التسوق الذي يجد فيه المتسوقون والمتسوقات مختلف المنتجات والمصنوعات والحرف المبتكرة، بعيدا عن الرمزية للكليجا التي يحملها مسمى المهرجان ذو الشمولية في الصياغة. وأفاد بأن المهرجان أسهم في دفع الحراك الاقتصادي في المنطقة من خلال التحرك الكبير الذي يشهده في إشغال القطاعات المختلفة من قطاع الإيواء والخدمات المساندة وزيادة فرص العمل ودعم اقتصاديات الأسر المنتجة ودفعها نحو التنافسية. تنافسية وأشار إلى أنه تحقق نجاح مشترك للقطاعين العام والخاص في منطقة القصيم من تنفيذ منتج سياحي متفرد بتقديمه للتراث الشعبي بمفهوم جديد لسياحة من هذا النوع، يتزامن مع تحقيق مجموعة من أهداف المسؤولين في المنطقة لدعم الأسر المنتجة وتقديم منتجاتها نحو التنافسية عبر توظيف جميع القطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية في هذا الشأن، إضافة إلى برامج يتخطى تأثيرها الإيجابي على الأسر محيط المهرجان المكاني والزماني. شمولية وانعكس هذا التفاعل على النساء المعروفات بإعداد وتصنيع الكليجا؛ حيث بينت أم عبدالله أنها تشاهد أن المجتمع أصبح أكثر حركة في التعامل مع السيدات بعملية الشراء والبيع والتداول، مع أن المرأة تمارس منذ زمن عملية البيع والشراء إلا أن الأمر في السابق كان يقتصر على السيدات المتقدمات في السن، أما الآن فيشمل الجميع. محاكاة وأثنت أم محمد إحدى الزائرات للمهرجان على هذه النقلة النوعية للمهرجان وعلى جمالية المعروضات ومحاكاتها للتراث، معبرة عن تأييدها لمثل هذه المهرجانات التراثية الهادفة التي تدفع الأسر المنتجة والعاملات في هذا المجال دفعات معنوية واقتصادية، متمنية أن تستمر وتتواصل. وحول طريقة تحضير الكليجا بينت أم إبراهيم أنها تتضمن فرد العجينة ووضع السكر والدرسيم (الينسون) والزنجبيل والهيل داخلها ثم يضغط ويدخل الفرن لمدة 20 دقيقة بعدها يكون جاهزا. فعاليات وشارك في المهرجان الذي افتتح 9 مارس ونظمته أمانة منطقة القصيم والغرفة التجارية الصناعية بالقصيم والهيئة العامة للسياحة والآثار وجمعية (حرفة) التعاونية أكثر من 600 امرأة يمثلن 350 أسرة مشاركة في المهرجان تسوق لمنتجاتها. كما أقيم ضمن رزنامة المهرجان أكثر من 110 فعاليات من محاضرات وندوات وأمسيات وبرامج ترفيهية ودورات تدريبية في الطبخ وجلسات شعرية ومسابقات تستهدف كلها شرائح المجتمع من الجنسين وتسهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم ومستوى الوعي في مختلف المجالات لا سيما المجال الصحي الذي خصص له أكثر من ركن داخل المهرجان بمشاركة من مستشفى الولادة والأطفال ببريدة وعدد من الجمعيات الخيرية النسائية في مجال مكافحة السرطان.