ظلام يتغشانا.. وألم يحيط بنا.. لستِ وحدك من يقطعه الألم بل جميعنا يكاد يقتلنا.. أراك تخوضين في مدلهمات الحياة.. بحثا عن النور واستجلابا لحبل الأمل... تنتظرين أن يصب على مسمعك عبارات مبشرة لا تيأسي فرجاؤك لم ينقطع.. ويقينك بأن دعاءك قد فتحت له أبواب السماء وقد قُبل.. لكن! قد يشتد مرضك ويذيقك لوعة وحرمانا.. أي حرمان هو ذاك الذي زادك سكونا واطمئنانا.. بل تقى وثباتا وخلعت عنك ثوب الخذلان... هنيئا لك فإنك تعيشين حياة أخرى ليست ما نراها نحن الآن.. بل قلما من يعيشها في مثل هذا الزمان.. تتذوقين حلاوة العيش.. وتسعدين بمناجاة الواحد القهار.. وتسعين جاهدة لترضي الكريم المنان.. ترقب وشوق... وخشية وتوق... مشاعر تترى تتزاحم في ذلك القلب.. قد تغلبك أدمعك أحيانا فتبكين ألما ليس جزعا رحمة بأبنائك وخوفا من تقصيرك.. لكن عندما تذكرين سعة رحمته جل وعلا سيطير قلبك شوقا وتتراقص جوانحك فرحا.. فأبشري مما أنتِ عليه مقبلة فما علمنا عنك إلا خيرا.. حبيبتي آن الآوان لأن أذكرك بأن مرضك نعمة وأنه ابتلاء وحكمة فكم من صحيح مات من غير علة وكم من مريض عاش حينا من الدهر.. فاحمدي الله أن منّ عليك بتلك النعمة ولم يأخذك بغتة وفجأة.. سامحيني إن تفوه ثغري بتلك الكلمات ويأستك من الحياة.. قد أموت أنا وتبقين أنتِ فليس هناك من يضمن العيش ويضمن نفسه.. لكنّي رجوت أن أسليك ببعض الكلمات وأذكرك بفضل الله عليك.. وإلا فلست أنا من يوجه لك تلك الكلمات.. ولست أنا من يقولها لك.. فنعم المرأة أنتِ.. أنتِ أم.. أنتِ أخت.. أنتِ خالة.. كنتِ وستبقين خير قدوة لي.. حماك البارئ وشفاك وعافاك... وأمد في عمرك على طاعته... (لم أستطع أن أبوح بمكنوناتي لها فقد اشتد بها المرض ووافاها الأجل..!) مشاعل فهد العبدالرحمن