لم يحالف الحظ أهالي القنفذة للمرة الثانية على التوالي خلال تسعة أعوام أن يشاهدوا (دولفين البحر) وهو يجوب شواطئهم ولكن رأوه نافقا. ففي المرة الأولى التي حدثت عام 1423ه عثر على دولفين نافقا على شواطئ حنيش بالقنفذة، وتكرر نفس الحال بعد تسعة أعوام على شاطئ القنع. وأعاد الكثيرون ممن شاهدوه أمر النفوق إلى التلوث أو القراقير التي أفلت منها، بينما قال البعض إنه اصطدم بقارب بحري ما جعله يفقد مساره ويحط كجثة على شواطئ حنيش. وأوضح محمد بن علي من سكان محافظة القنفذة أنه شاهد الدولفين النافق قبل أعوام مضت، وأضاف: “بحكم خبرتي في البحر والصيد فقد عرفت أنه نفق منذ فترة وجيزة؛ بسبب وجود علامات تبين أنه كان على قيد الحياة منذ فترة وجيزة كاحمرار بعض الأطراف”. وأضاف علي أن شواطئ القنفذة تشتهر بوجود حزمة من أصناف الأسماك، لافتا إلى أنه يتمنى أن تقوم الأقسام الجامعية المختصة بعلوم البحار بزيارة إلى القنفذة كي تكتشف ذلك. ووصف عبدالرحمن حلواني بيئة شواطئ القنفذة البحرية بالجاذبة والمتنوعة إذ تحوي عشرات الأصناف من الأسماك، لافتا أن هنالك أنواعا يتم صيدها لم نرها من قبل، وأكد الحلواني أنه كان يتمنى رؤية الدولفين وهو يجوب شواطئ القنفذة التي وصفها بالغادة، مشيرا إلى أنه يزيد شواطئ القنفذة جمالا على جمال، وأضاف الحلواني من خلال الصور التي التقطت للدولفين النافق تبين أنه أصيب أثناء سيره، ومن المحتمل أنه اصطدم بقارب بحري أو بجسم آخر قبيل وصوله إلى الشواطئ، ولفت الحلواني إلى وجود علامة جرح على جسم الدولفين ما يؤكد موته بسبب الاصطدام، مطالبا بأن يكون هنالك مهرجان للصيد البحري بالقنفذة كالذي افتتحه وزير الزراعة قبل عام ونصف ولم يتكرر إلى حينه، لافتا إلى أن ذلك المهرجان شهد مشاركة عدة أشخاص من خارج المحافظة. بدوره قال الدكتور محمد مدرس، الخبير من كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة إن الدولفين موجود في البحر الأحمر بكثرة، وأضاف: “أمر النفوق طبيعي ولا يعد ظاهرة، ونستطيع القول إنه ظاهرة في حال نفوق أعداد ضخمة منه”، وأكد مدرس أن الدولفين يتحرك كثيرا ولا يتأثر بالحراراة ويطلق عليه الاسم المحلي (أبو سلامة)، وأوضح: “تعد شواطئ القنفذة من الشواطئ المتميزة التي لا يوجد بها تلوث... وهذا الدولفين ذو حجم صغير ويستطيع الرجوع إلى مساره بعكس الحوت الذي لا يساعده وزنه وحجمه في الرجوع إلى مساره”.