احتلت الدراما التلفزيونية حيزا مهما في الدورات البرامجية للمحطات التلفزيونية نظرا لما تحققه من استقطاب لكافة شرائح المجتمع حتى الأطفال أصبحوا يعرفون أبطال تلك الأعمال خاصة الأعمال الأجنبية كالمسلسلات التركية وغيرها؛ لأنها تظهر لهم شخوصا بشرية حقيقية بخلاف أفلام ومسلسلات الرسوم المتحركة التي تتصدر نسب المشاهدة الأعلى بالنسبة للأطفال “بخرافاتها ومستحيلاتها”. أين نحن من تلك الأعمال الدرامية الخاصة بالطفل التي كانت غنية في مضمونها ورسالتها، فالأطفال كانوا ينتظرون بفارغ الصبر مسلسل (افتح يا سمسم) و(بابا فرحان) و(وضاح) و(زعتور) و(الإبريق المكسور).. حتى الأعمال التي كانت تمثل الخيال ك(جزيرة الكنز) تجذب الأطفال بشكل كبير. اليوم نفتقد لمثل تلك الأعمال الدرامية ولم تعد حتى هناك أعمال للرسوم المتحركة بنفس جودة المضمون. قد يرد البعض من القائمين على هذه الأعمال بأن الزمن قد تغير وأدوات مخاطبة الأطفال تغيرت، فثورة المعلومات الآن فتحت أمام الطفل آفاقا أوسع، مع ما ظهر من تكنولوجيات متقدمة. وأتساءل: رغم ظهور قنوات خاصة بالأطفال.. أين تلك الأعمال المميزة التي نقدمها لهم؟ وأين هم من الخارطة الدرامية التلفزيونية؟ وأين مسرح الطفل؟ إننا بلا شك أمام مسؤولية كبيرة تجاه هذه الفئة التي ستحدد معالم ثقافتنا.