ألقيت نظرة سريعة على مكتبتي المتواضعة فوجدت أن إحدى زواياها لا تزال تضم مجموعة من القصص التي كنت أقرؤها في طفولتي والتي كانت نواة لبناء ثقافة أحاول اليوم تنميتها أكثر من ذي قبل.. ففرحت كثيرا لأنها صمدت كل هذا الوقت. لكن هذه الكتب جعلتني أحس بالإشفاق على أطفال اليوم، مستذكرا حالهم إذا بعدت المسافة بينهم وبين القراءة، بعد أن تحولت كل تسليتهم إلى مجرد (صناديق إلكترونية) لا تحوي أكثر من الألعاب الرياضية والأفلام الكرتونية، وإن كانت تنمي الذكاء والتفكير، إلا أنها أفقدتهم مهارة لا غنى عنها وهي القراءة والمطالعة لمختلف الموضوعات والقصص التي كانت تنام معنا فوق صدورنا وكنا نعول عليها في بناء خبراتنا وتعزيز مهاراتنا الحياتية وقراءاتنا. إن ما نشهده من غياب العلاقة الحميمية بين الكتب وأطفالنا أمر لا يمكن علاجه إلا عن طريق العناية بتوجيه الآباء لأبنائهم والمعلمين لطلابهم نحو القراءة؛ كقراءة القصص والكتب، وتحبيبهم في المطالعة. وبحكم عملي ألمس أن وضع المكتبات المدرسية مزرٍ ولي معها وقفة قادمة.