سمعت وسمعتم عبارة: (عش رجبا ترَ عجبا)، ولكثرة ما رأيته من عجب، قررت ألا أعيش!! ليس حنقا وزهدا في الحياة.. بل تشبعت من العجائب التي لا يحتملها لا قلبي ولا مخي المنزوي في رأسي المثلث.قد يكون أكبر عجب قادني لهذا اليأس من الحياة.. طعنات أمام الملأ ممن كنت أعتقده يوما أصدق الأصدقاء.. طعنات لم أحرك ساكنا وأنا أتلقاها.. طعنات أقابلها بابتسامة المذهول من الموقف.. طعنات جروحها تنزف حسرة على ماض عشته مخدوعا.. طعنات جعلتني أؤمن بوفاء كلب ذي أنياب لصاحبه أكثر من بعض البشر. ولكم كنت أتمنى أن تظل سكينه مغمودة في أحد جراحي الغائرة.. لكنه استلها ومسحها في أكمام أقرب الحاضرين مني ثم قدمها لي.. لا أدري.. هل كان يفكر في أن أنهي حياتي بها منتحرا، أم أن أتذكر طعناته طوال عمري كلما رأيتها؟ (طبعا إن كتب لي عمر.. و و.. والتأمت جراحي ولو شكلا على الأقل).في ساحات الحروب (مع الفرق الشاسع) عندما يحتدم القتال وتتطاير القذائف من هنا وهناك، وتفاجأ بأنك قد قتلت جنديا من بين رفاقك.. فتقول: إن جنديا راح ضحية نيران صديقة.. نعم نيران صديقة، ولكن هذا الجندي ودّع زوجته وأبناءه وهو ينشد النصر أو الموت في سبيل ما يناضل من أجله بأيدي أعدائه، وليس بيدك أنت يا صديقه المناضل العزيز. الموت على يد صديقك، وإن كان بالخطأ وفي ساحات الحروب يؤلم.. فما بالكم بموت على يد صديق وفي سلم لا حرب؟! قد تكون ساحات الحروب حلبة كبيرة لتصفية الحسابات.. انتظروا لحظة!! أنا.. لم أدخل جيشا.. ولم أتطوع أيضا.. وأخاف حمل البندقية.. فلماذا أكون مستهدفا بطعنات ممن ظننته قريبا مني ذات يوم؟ وماذا أفعل؟! هذا هو السؤال الذي أتمنى أن أجد له إجابة.