أذهل الدكتور عبدالحفيظ أمين، مدير النادي العلمي السعودي، الحضور في ثلوثية سعود الجهني، حين تحدث فيها عن مواقف غريبة ومخيفة حدثت معه خلال رحلته التي قام بها ضمن وفد جامعي إلى غابات الأمازون بهدف زيارة البيئة الطبيعية للغابات، والاطلاع على الحياة البدائية التي يعيشها سكان تلك المناطق. وكانت المحاضرة التي ألقاها الدكتور أمين تحت عنوان (أدغال الأمازون)، تضمنت قصصا من النوع الصادم والمرعب، لا سيما أنها مترافقة مع صور وأفلام توثق الرحلة، عرضها أمين خلال حديثه. ومن المواقف التي عرضها الدكتور أمين أن أحد العمال المرافقين له زلت به قدمه وسقط في البحيرة فانتهشه (السمك المتوحش) وقطّع أحشاءه بصورة مرعبة، وهو نوع من الأسماك يعيش على أكل لحوم البشر! وقصّ أمين أيضا حكاية مرافق آخر كان ضحية (الضفدع السام) الذي يبث السم في دم الضحية حتى تسهل سيطرته عليها، واعتاد سكان المنطقة انتزاع هذا السم واستخدامه في سهامهم حين يخوضون حربا مع قبيلة أخرى. وتبين في حديث أمين أن الحيوانات التي نعرفها لا تشبه حيوانات الأمازون إلا في التسمية والمظهر الخارجي العام فقط، فالبعوض الذي يعيش بيننا يبدو وديعا جدا بالمقارنة مع بعوض الأمازون الذي يستخدم قرون استشعار حساسة للانقضاض على الإنسان وامتصاص دمه! وفي وصفه للمكان الذي نزل فيه الوفد، أشار أمين إلى أن الفندق مقام على فروع الأشجار في قلب الغابة تماما، ومولدات الكهرباء تتوقف عن العمل في منتصف الليل، ما يعني أن الوفد كان عرضة للهجوم في أي لحظة من الأفاعي والقردة والحيوانات المفترسة التي تتربص هفوة الزائر أو سوء حظه! وتطرق أمين في حديثه أيضا إلى حياة السكان الوثنيين الذين اعتادت بعض قبائلهم أكل لحوم البشر، مستعرضا طقوسهم المستهجنة في أفلام متحركة وصور التقطها خلال رحلته. يذكر أن حكومة البرازيل دأبت (بمساعدة من المنظمات الدولية) على تهيئة المنطقة بيئيا، والمحافظة على التراث الطبيعي لغاباتها، في الوقت الذي تحاول فيه تطوير معيشة السكان وتأهيلهم لخوض معترك الحياة المعاصرة.