رضخ فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، لحملات وسائل الإعلام المحلية التي طالبت بتجريد جون تيري مدافع تشلسي من قيادة المنتخب، على خلفية خيانة زوجته مع فينيسيا عارضة الأزياء والصديقة السابقة لزميله واين بريدج، ولبّى متطلباتهم بعدما أعلن الجمعة الماضي أن تيري سيمثّل الإنجليز في نهائيات كأس العالم التي تنطلق في صيف العام الجاري، إلا أن شارة القيادة سيتم تحويلها إلى ريو فيردناند الذي أوقف عن اللعب بفترة سابقة إثر تناوله للمنشطات، ويغيب بالوقت الجاري عن صفوف فريقه مانشستر يونايتد بسبب إيقافه أربع مباريات لقيامه بلكم أحد اللاعبين دون كرة. وعلى الرغم من كون حقبة تيري القصيرة في قيادة المنتخب الإنجليزي، إلا أنه كان بالأرقام القائد الأنجح منذ 1966، بعدما خسر في مباراة واحدة فقط وهو قائد، ولم يسبق لأي من نظرائه تحقيق ذلك الأمر، وشعر الجميع بأهميته بعدما غاب عن آخر ثلاث مباريات بالتصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أوروبا 2008، وحينها خسر الإنجليز من روسيا وكرواتيا واستقبلت شباكهم خمسة أهداف في المباراتين ليفشلوا في الصعود إلى النهائيات. وتباينت ردود الأفعال في إنجلترا، حول صحة ما فعله كابيللو، حيث جاء القسم الأكبر مؤيدا لفعل مدربه، معدين القائد يجب أن يكون مثالا يُحتذى به داخل وخارج أرضية الميدان، بينما رأى الجزء الآخر أن تيري كان ضحية لحملة إعلامية كان القصد منها النيل منه شخصيا دون النظر في مصلحة المنتخب.وتساءلت صحيفة (ديلي ميل) عن مدى قدرة تيري على التفاهم مع زميله واين بريدج وكيفية توجيهه بعد ما اقترفه مع صديقته السابقة التي انجب منها طفلا، ومن هذا المبدأ رأت أن تنحيته عن القيادة الخيار الأفضل، وهو ما سخرت منه جماهير تشلسي التي نظمت مسيرات في لندن لدعم لاعبها بعدما قال رئيس رابطة مشجعي الفريق :ماالذي سيتغير في علاقة الاثنين سواء كان قائدا أو لم يكن، لا شيء، ولو كان كابيللو واثقا في لاعبيه لاستبعد تيري نهائيا من المنتخب ولكنه أكثر من يعي أهميته لذلك تظاهر بالصرامة وفعلته أثبتت عكس ذلك”. وعلى الجهة الأخرى، استغربت الصحف الإيطالية والإسبانية في تعليقها على الخبر من تصرف فابيو كابيللو، مؤكدين أن ما فعله يعد انصياعا للضغوط التي وجهت له، وأن لاعب كرة القدم يحاسب على كل ما هو رياضي، ولا يجب أن يتم التدخل في أموره الخاصة.والغريب في الأمر، أن أقسى من انتقد تيري، لم يتجرأ على المس من قدرته الرائعة على القيادة ومستواه الثابت، إلا أن الموضوع أخذ منحى (أخلاقيا)، وهو أمر متجرّد منه المدرب كابيللو بعينه، لكونه قام بإيحاءات بغيضة بيده في أكثر من مناسبة للجماهير التي تنتقده عندما كان مدربا ليوفنتوس وريال مدريد، بينما تيري تحمّل صيحات الاستهجان من المشجعين وذمهم لوالديه، وقال في أكثر من مناسبة إنه : رياضي محترف لا يحب الرد على أهازيج الجماهير. ولا يعد تصرف تيري حديث عهد على كرة القدم الإنجليزية وتكرر في مرات عدة، مع لاعبين أشهرهم ديفيد بيكام الذي تورط بخيانة زوجته مع مربية أطفاله، وعلى الرغم من ذلك بقي قائدا على الرغم من صيحات الاستهجان التي واجهها اللاعب لفترة إلا أن لعبه في صفوف مانشستر يونايتد كان له أثر في بقائه، على عكس تيري الذي يلعب في تشلسي النادي الأقل جماهيرية من نظيره. وبخلاف بيكام، خان زوفين جوران إريكسون زوجته مع سكرتيرته الخاصة، قبل مونديال 2006، ولم يقم الاتحاد الإنجليزي بأي إجراء ضده، حيث استمر في مهمته حتى نهاية البطولة لتتم إقالته لفشله للمرة الثانية على التوالي في تحقيق اللقب.