وبدورها “شمس” فتحت الملف الفني لسعد الحارثي وحملت عدة تساؤلات ووجهتها لعدد من المدربين الوطنيين لمعرفة إذا ما كان المدرب محقا في قرار إبعاده من وجهة نظر فنية، وهل المستوى الفني للاعب يجعله يبتعد عن التشكيلة بهذه الطريقة الغامضة أم أن هناك إصابة فعلا حتى لو كانت خفيفة ويرى اللاعب أنها أمر طبيعي ولا يمكن أن تؤثر في مشاركته؟.. فإليكم تحليلهم الفني للوضع من الزاوية التي يرون بها اللاعب وعطاءه داخل فريقه. التضارب يثير الشكوك في البداية أبدى المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني استغرابه حول ما يحدث في نادي النصر خاصة أن سعد الحارثي ظهر في وسائل الإعلام وأكد أنه لاعب جاهز للمشاركة دون وجود أي إصابة لينفي تبرير المدرب جورج ديسلفا الذي نقله سلمان القريني بأن اللاعب مصاب، وقال: “ما حدث يفتح علامة استفهام كبيرة لدينا حول من يحدد الإصابة هل هو اللاعب نفسه أو الجهاز الفني”. وحول المستوى الفني للاعب في المباريات الأخيرة التي ظهر فيها قال: “بالنسبة إلى المستوى الفني لسعد الحارثي فلا أحد يختلف على أنه عائد للمشاركة بعد تعافيه من إصابة في الرباط الصليبي وهو يعود إلى مستواه تدريجيا كما يحدث مع أي لاعب”. وأضاف الحسيني: “صحيح أنه لم يعد إلى مستواه الكامل ولكن من خلال المباريات مستواه يرتقي، وهو في الوقت الجاري من اللاعبين الذين يحتاج إليهم النصر، وهو يستحق اللعب مع زملائه، ولكن هذا الأمر أيضا يتحدد على الطريقة التي يريد أن يلعب بها المدرب هل سينتهج أسلوب اللعب على الأطراف أو من خلال التوغل في العمق أو التنوع بين الأطراف والعمق وبالنسبة إلى طريقة اللعب على الأطراف فأنا أفضل ريان بلال لأنه لاعب يجيد الضربات الرأسية، أما من العمق فسعد الحارثي ومحمد السهلاوي هما الأنسبان، وكما قلت لك مشاركة أي لاعب تكون حسب الطريقة التي يريدها المدرب، مع العلم أنه يستطيع اللعب بالطريقتين أمام الرائد”. وعما يتردد حول وجود مؤامرة لإبعاد الحارثي قال الحسيني: “أنا أستبعد وجود مؤامرة لأنه مستحيل في أي فريق في العالم يوجد لاعب يسهم في الانتصارات ويُبعد، ولكن تظل وجهة نظر مدرب، ولكن الذي يثير الشك أن المدرب هو من يصر على إصابة اللاعب على حسب ما ذكره سعد الحارثي”. التفريط في النجوم في حين استغرب علي كميخ من تغييب سعد الحارثي الذي وصفه بنجم الفريق عن القائمة الأساسية للفريق في المواجهة الماضية أمام الرائد وقال: “سعد لعب خمس مباريات قدم فيها مستوى ممتازا بشهادة جميع النقاد والمحللين، وكان يجب على المدرب جورج ديسلفا أن يضمه على الأقل إلى قائمة 18 إن لم يكن أساسيا ولا أدري لماذا النصر يحاول تغييبه، وكان يجب أن يكون ضمن تشكيلة أمس الأول التي واجهت الرائد إن لم يكن مصابا، والحارثي صرح في برنامج الجولة بأنه لا يعاني أي إصابة وكان من الضروري أن يتواجد على الأقل من ناحية التأهيل، وأتمنى من الإدارة عدم العودة لمسألة التفريط بالنجوم وإذا كان مسألة عدم ضم الحارثي مشكلة إدارية فآمل أن تحل بسرعة لأنه لاعب مهم جدا جدا ومن ركائز الفريق”. رأس حربة تقليدي ومساند من ناحيته أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن سعد الحارثي من اللاعبين المميزين في صفوف فريق النصر ومؤثر جدا ويستطيع أن يلعب رأس حربة تقليدي وأيضا رأس حربة مساند ولديه قدرة على صناعة اللعب وافتكاك الكرة وقال: “لا غبار على الحارثي من حيث الإمكانات الفنية، أضف إلى ذلك أنه لاعب يتمتع بالأخلاقيات العالية ومستواه بعد الإصابة جيد جدا، وهو في تصاعد ملحوظ ومتى ما أخذ الفرصة كاملة سيعود وتحركاته مؤثرة في أرض الملعب”. وحول قرار إبعاده عن مباراة الرائد أمس الأول قال الخالد: “مدرب الفريق خبير بأمور الفريق ولكن آخر المباريات التي لعب فيها سعد الحارثي كان جيدا جدا، ويفترض أن يكون من اللاعبين الأساسيين في القائمة التي واجهت الرائد إن لم يكن مصابا وكان جاهزا فنيّا، ولكن في النهاية المدرب هو من يملك القرار وهو المسؤول ويعرف ما الذي يريده من اللاعب وما منهجيته في المباراة”، وأضاف: “المدرب الذي يحترم نفسه لا يسمح لأحد أن يتدخل في عمله، وإذا سمح بالتدخل فهذا ليس مدربا وهذا ضعف في الشخصية وربما يسمع وجهة نظر من أطراف أخرى، ولكن في النهاية القرار له وهو الذي يتخذه”. لا نعلم ماذا يدور في التدريبات ويؤيد المدرب الوطني فؤاد أنور أن قرار إبعاد سعد أو مشاركته في أي مباراة وجهة نظر فنية ويجب أن تحترم ويقول: “سعد الحارثي لاعب كبير ولكن خلال الفترة الجارية التي تأتي بعد عودته من الإصابة في الرباط الصليبي أتوقع أنه يحتاج إلى فترة طويلة حتى يستعيد مستواه وخاصة مع المباريات، ولكن متى ما عاد سعد الحارثي إلى مستواه فسيكون أساسيا في خريطة المنتخب السعودي، ونحن لا نستطيع المطالبة بسعد أساسيا في التشكيلة لأننا لا نعلم ماذا يحدث في التدريبات ولا ندري هل هو يتدرب بشكل جدي وهل يستطيع أن يجري جميع التدريبات وهل يشعر بإصابة أو بألم؟ وفي هذه الحالة يكون المدرب هو الأقرب وربما يكون سعد الحارثي لم يفعل ما طلب منه المدرب في التدريبات، وأنا لا أعرف خلفية الاستبعاد وأعود وأؤكد أن سعد لاعب كبير والإدارة واعية ولا أتوقع أن تكون هناك مؤامرة لإبعاده، وإذا كانت هناك مؤامرات فعلا وخضع لها المدرب فإنه ليس كفؤا أن يقود النصر، وأنا متأكد أنه لو كان جاهزا فإنه يستطيع اللعب في أي نادٍ سعودي وسيكون أساسيا، ومن الممكن بعد مباراة الرائد أن يكون جاهزا ويلعب مع الفريق بشكل أساسي”. واختتم أنور حديثه قائلا: “إصابة الرباط الصليبي تحتاج إلى وقت طويل وليس فقط ستة أشهر؛ حيث سبق لي أن تعرضت لإصابة في الرباط الصليبي وأعرف مدى المعاناة، ولكن أيضا الإصابات تختلف من شخص إلى آخر ويجد آلاما عندما تأتي ولا يستطيع اللاعب أن يجري بعض التدريبات عندما يشعر بها، وأتوقع أن تكون عودة سعد القوية في بداية الموسم المقبل”. ديسلفا لا يحتاج إليه أما المدرب الوطني خالد القروني فاستبعد أن تكون هنالك مؤامرة من أجل استبعاد سعد الحارثي وقال: “يظل الحارثي لاعبا كبيرا ولكنه حتى الآن لم يعد إلى مستواه وربما يكون لمدرب النصر جورج ديسلفا طريقة لا يحتاج في تطبيقها للحارثي عندما استبعده عن تشكيلة الرائد أو ألا يخدمه فيها، ولو عاد سعد الحارثي إلى مستواه فإنه مؤثر في النصر وفي خريطة المنتخب السعودي أيضا”.