أثار القرار الأخير والذي يحتم على المسافرين إلى أمريكا الكشف عن عوراتهم كإجراءات أمنية احترازية تذمر عدد من الناس، بل إن بعضهم حول وجهة السفر لأمور العلاج والدراسة إلى دولة أخرى، مؤكدين أن القرار لم يراع المشاعر الإنسانية والدينية للمسلمين وغيرهم، بل كان مستفزا بدرجة كبيرة، خاصة وأن الظنون تؤكد تطبيق هذا القرار على المسلمين دون غيرهم، ليأتي السؤال المهم لصالح من يأتي هذا القرار، الذي يشكل مأزقا بالنسبة إلى أعداد من المسلمين والذين يزورون أمريكا بشكل متواصل، وتعاليم الدين الإسلامي تحرم كشف العورة مهما حصل الأمر، لكن من خلال تطبيق هذا القانون الجديد، سيكون على المسافرين جميعهم التهيؤ لهذا الكشف، والذي سيكون بواسطة أجهزة تقنية حديثة، في خطوة وصفها المراقبون أنها لم تراع مشاعر المسلمين و لا غيرهم، وحتى نرى آراء المشايخ حول الواجب على المسلم، والحلول الشرعية تجاهه، وعن رأيهم في القرار الذي يجعل المسافر في حيرة من أمرهم، خاصة وأن هذا الكشف سيتم دون الرجوع إليه أو اختياره فكانت آراء المشايخ على النحو التالي: قرار مجحف بدأ الدكتور محمد السعد عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى حديثه عن القرار الأخير والذي يخص تشديد إجراءات المسافرين خاصة على المسلمين منهم، مؤكدا أن القرار مجحف وبشكل كبير بحق المسلمين، وطالب الدكتور السعد بمراجعة القرار والضغط من أجل التراجع عنه، لأن هذا ليس هو الحل الصحيح، وإنما الحل يتمثل في تخلي أمريكا عن سمتها تجاه المسلمين في العالم، فما تمارسه في العراق وأفغانستان يعد أمرا لا يحتاج إلى مزيد من البرهنة على تصرفاتها. لا يجوز له الكشف وحول ما يجب على المسلم والمضطر للسفر، أوضح السعد أن في حالة كان المسلم المسافر إلى هذه البلاد مضطرا لذلك، وليس من أجل أمور سياحة وغيرها، فهو في حكم المضطر، وإن كنت أرى أن يجتهد في البحث عن دول أخرى تحترمه، وتحترم خصوصيته كمسلمين وأرض الله واسعة، وكرامة الإنسان مقدمة على أي أمر آخر، ولكن لو كان هذا الشخص مضطرا، فلا يوجد في الشرع ما يمنعه من السفر، ولكن لو كان غير مضطر لهذا السفر، فبالتأكيد أنه لا يجوز له السفر ولا يجوز له كذلك كشف عورته من أجل النواحي الأمنية، لأن سفره لمجرد النزهة، وليس من أجل أمر ضروري، وكشف السعد أنه في حقيقة الأمر، بالإمكان أن تستخدم هذه الدول أجهزة متقدمة وهم قادرون على ذلك، بحيث لا تظهر عورة الإنسان بشكل واضح احتراما لخصوصيته، وتكون كاشفة للمتفجرات أو المواد الممنوعة، وبذلك يكون الحل مناسبا، وفيما أعلم أن هذا القرار قد يعمم على المسافرين جميعهم، لكنه يجد معارضة كاملة من مواطني تلك الدولة، على اعتبار أنه ينتهك الخصوصية بشكل كامل، والحلول موجودة كما قلت، وتتمثل في أجهزة أخرى يمكن أن تحل هذه الإشكالية، بحيث لا تظهر العورة بشكل واضح، وأظن أنهم قادرون على إيجاد جهاز بهذه الصورة. لا تسافروا حفظا للكرامة ومن جانبه اعترض الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة سابقا، على القرار الأخير والذي يسوّغ كشف عورات المسافرين، تحت ذريعة الضوابط الأمنية، مشيرا إلى أنها ذريعة لم تراع مشاعر المسلمين، وإلا لماذا لا يطبق هذا القرار على عموم المسافرين؟!، وقال الفنيسان حول ما يجب على المسلم فعله تجاه هذا القانون، إن على المسلم ألا يسافر إلى مثل هذه البلدان التي لا تحافظ على كرامته، ولا تنظر إلى قيمته كإنسان له ما يميزه، والله عز وجل يقول: (ولقد كرمنا بني آدم)، فكيف ينزع هذا الأمر من الإنسان، والذي أعطاه إياه هو رب العالمين سبحانه. منظمات حقوق الإنسان ورأى الفنيسان أن تنتفض منظمات حقوق الإنسان لكي ترفض هذا القرار العنصري، ويكون لها دور إيجابي ولو لمرة واحدة تجاه ما يحصل للمسلمين من انتهاكات، وحول ما يجب على المسلمين تجاه هذا الأمر سواء كانوا أفرادا أو دولا، قال الفنيسان: بالنسبة إلى الواجب على الأفراد هو عدم السفر إلى مثل هذه البلدان إلا لحاجة، والحاجة منوطة بالشخص نفسه هو من يقدرها، ويحاول قدر استطاعته أن يصرفها عن هذه الدول، ولكن لو كان مضطرا فلا بأس، لأن الله تعالى استثنى المضطر (إلا ما اضطررتم إليه)، أما الدول فيقع على عاتقها أمور كثيرة، من أهمها أن تدافع عن رعاياها، وأن توضح أن هذا القرار سيزيد من الاحتقان تجاه قضايا الغرب من قبل المسلمين، وأنه لا يحل القضية بل يزيد من تأزيم الوضع أكثر مما حاصل اليوم.