سمير عاشور مدير مكتب سوق الأمير متعب، يقول: “نعاني أشد المعاناة من اللصوص وسارقي الأثاث والأدوات الكهربائية، فدائما ما يأتينا أشخاص يشتكون بأن عفشهم مسروق وهو في السوق أمام أعينهم ولا يستطيعون أخذه؛ لأنه في محال بالسوق وعليه أوراق رسمية، وكانت هنا في مكتب السوق فرقة من البحث الجنائي تتولى أمر المسروقات والسارقين، وقد قضت هذه الفرقة على 80 في المئة من هؤلاء اللصوص لخوفهم من البحث، وكان أغلب المقبوض عليهم من أصحاب السوابق، ولكن لم تلبث هذه الفرقة إلا فترة قصيرة وسحبت من السوق بحجة مساندة القوات الخاصة للإرهاب، والآن لنا سنتين بدون فرقة بحث جنائي، مما نتج عنه كثرة السرقات والمسروقات الموجودة في السوق، وقد تقدمت إلى مدير شرطة جدة لإرسال فرقة خاصة تتولى أمر السوق واللصوص، ولكن بدون فائدة بل إننا في المكتب وفرنا لهم سيارة ومكتبا خاصا وتوقيفا، وأثّثنا المكتب على حسابنا الخاص، وهو الآن خاو على عروشه واكتفت الشرطة بتوجيه دورية للمرور على الحراج بين كل فترة وأخرى”. ويضيف عاشور: “الأدهى والأمر أن ممتلكات الدولة تسرق وتباع هنا في السوق في وضح النهار مثل عدادات المياه وأغراض المرور من “القبب” والبراميل الخاصة بالتفتيش في الشوارع، وهناك أشياء أخرى تخص الدولة تباع هنا وتهرب إلى دول مجاورة، وعندما يأتي شخص ويتهم صاحب محل بسرقة عفشه أقوم بتحويلهما إلى أقرب مركز شرطة، ولكن ما ألبث إلا سويعات ويأتيني صاحب المحل المتهم بالسرقة ومعه بعض من أصحابه ويتهجمون علينا”. ويشير عاشور إلى خطر العمالة على السوق فهم يشكلون عصابات ويقومون بشراء العفش المستعمل ويوفرون الأيدي العاملة من النجارين وغيرهم لكي يسيطروا على السوق، فلو اشترى صاحب محل من الدلال أثاثا مثل غرفة نوم أو كنب فهو يحتاج إلى نجار لفكها وتركيبها عنده في المحل، فلا يجد إلا هذه العمالة فيرفعون السعر إلى الضعف فينصرف عن هذه البيعة، ويتساءل: لماذا لا يضخ المعهد المهني طلابه في السوق؟ ففيه مكاسب ممتازة جدا، وقد وفرنا البسطات وبقيمة رخيصة جدا بين 200 و300 ريال فقط، ودفع الإيجار مؤخر وقدمنا التسهيلات جميعها والتشجيع لأبنائنا المواطنين، ولكن أين هم؟ ويستطرد: “من القصص التي لا أنساها أن امرأة كبيرة في السن جاءتني تشكو صاحب بسطة شاهدت عفشها يباع فيها، وهي لا تملك سواه، ولا تستطيع شراء غيره، ولديها دليل على أنه عفشها عبارة عن شريط لاصق لونه أخضر بداخل التلفزيون، وبالفعل طلبت صاحب البسطة والتلفزيون وقمنا بفكه ووجدنا الشريط اللاصق وقمت بتحويلهم إلى الشرطة، ولكن دون فائدة فقد رجع صاحب البسطة بالتلفزيون معه لأن لديه أوراقا ثبوتية للبيع، وقد يكون أتى بها بطريقة أو أخرى”.