حاولت الهيئة المصرية للكتاب استباق فعاليات الدورة 42 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يقام هذه الأيام (21 يناير - 10 فبراير)، بتطويق الهجوم الذي يشنه عادة بعض الرموز الثقافية حول الرقابة التي تفرضها الأجهزة الحكومية على الكتب الواردة إلى المعرض. وأكد حلمي النمنم، نائب رئيس الهيئة، ضرورة الفصل بين ما أسماه “الرقابة المتسلطة” التي تتبع أسلوب التشدد والمصادرة والتنكيل، وبين “الرقابة الواعية” التي تنتهجها الهيئة لفرض التوازن الفكري والديني وتأمين الحد المقبول من السلم الاجتماعي. وأوضح النمنم أن هناك ثلاث جهات مختلفة تتولى الرقابة على مطبوعات المعرض، وهي: جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وجهاز الرقابة على المطبوعات الأجنبية في وزارة الإعلام، إلى جانب مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر، وهو المعني بحظر المطبوعات التي تمس الأديان السماوية. واستنكر النمنم الأساليب التي تتبعها بعض دور النشر في تأجيج الصراع الطائفي تحت شعار الحرية الثقافية، مشيرا إلى أن المعرض لا يتعامل مع المشاركين على أساس الدين أو العرق. وفي معرض رده على الأقاويل التي شككت في جدوى المعرض الذي يقدم الكتاب المطبوع في زمن اجتياح الفضائيات وفرضها ثقافة الصورة، وانتشار الكتاب الإلكتروني، أكد النمنم أن هذه العوامل أسهمت بصورة غير مباشرة في الدعاية للكتاب المطبوع، مستدلا بالإقبال الواسع على زيارة المعرض من الجمهور الذي لم يتوقف منذ اليوم الأول عن شراء الكتب واقتناء الوسائل المعرفية المختلفة، وحضور الندوات والمحاضرات التي أقيمت على هامش المعرض.