بغضّ النظر عن تراجع الدوري السعودي وفق تصنيف اتحاد الإحصاء وبعيدا عن معاييره الغامضة، فدوري زين للمحترفين ظهر هذا الموسم بشكل ضعيف جدا.. وليس أدل على ذلك من تحديد بطل المسابقة قبل نهايتها بوقت طويل وبفارق كبير (ومخجل)؛ أعني أنه مخجل للأندية الأخرى، ولو نظرنا إلى مقاييس قوة المنافسة فسنجدها تقريبا معدومة، خاصة ما يتعلق منها بنسبة فوز البطل وخسارته، وحتى لو قال بعض الزملاء إن صراع أندية الوسط على الرابع أو هروب أندية آخر القائمة من الهبوط قد منح الدوري إثارة فهذا غير صحيح؛ لأن الصورة في تلك المراكز اتضحت باكرا. التراجع والضعف ليسا وليد السنة الحالية؛ فانحصار التنافس بين فريقين أو ثلاثة منذ سنوات كان مؤشرا سلبيا رأيناه أكثر وضوحا هذه المرة عندما تخلى اثنان عن حضورهما وانفرد الثالث بمنافسة نفسه! ضعف المسابقة لا يعني بالضرورة ضعف المتصدر؛ فالهلال (رغم بعض الفجوات الفنية) خطط لتفوقه بدءا من اختيار جهاز تدريبي قدير، وإقامة معسكر نموذجي، واتباع منهجية إدارية سليمة، وتعامل مثالي مع البطولات المتداخلة برؤية هادئة مرتبة، إلى أن استحق التهنئة قبل انقضاء آخر أربع جولات. واقع الدوري السعودي الضعيف ناتج بالتأكيد من تراكم المشاكل وبطء الحلول وعدم وجود استراتيجية واضحة أو برامج حقيقية للارتقاء بأداء اللجان العاملة، أو وضع ضوابط ولوائح دقيقة ونافذة، إضافة إلى استمرار التباين المقلق في حقوق الرعاية ومعاناة ثلثي الأندية من شح الموارد المالية، ولا يستغرب أحد انعكاس هذه السلبيات والضعف على حالة المنتخبات السعودية الأول والشباب والناشئين وعلى كافة المستويات القارية والإقليمية وغيرها. نتمنى أن تكون هناك دراسة وافية وحلول حاسمة، وأن نتلافى الأخطاء، وأن نشاهد الموسم القادم بصورة أكثر جمالا وقوة؛ الأمر الذي سينعكس بالتأكيد على منتخبات الوطن وتصنيف مسابقاتنا بشكل منصف بعيدا عن اتحاد الإحصاء ومعاييره الغامضة. مبالغات رئيس الشباب عندما لحق الشباب بالتعادل أمام الهلال قال رئيس الأول إنه لا يوجد فريق يلحق بالتعادل أمام فريق متصدر إلا فريقي.. وحينما خسر من الفتح ألقى باللائمة على التحكيم، زاعما أن فريقه هو الوحيد الذي يعاني، وأخيرا أصيب عدد من لاعبيه فقال إنه لا يوجد ناد آخر واجه الظروف التي واجهناها. الواقع إن الشيء الوحيد الذي ينفرد به الشباب هو رؤى رئيسه الانفعالية الجانحة إلى المبالغة دوما، وهو ما أوقعه بهذه الدوامة وشتت اهتمام لاعبيه، ويرى المتابع آثار ذلك على حالة الشباب الحالية، أما غير ذلك فكل الأندية تلحق بالتعادل بل تفوز، وكلها تعاني الإصابات والتحكيم، ناهيك عن كون المنافسة تتطلب وجود فريق يتحمل المتاعب ويتجاوزها، لكن يبدو أن قدر الشباب في الأعوام الأخيرة هو تخصصه في البطولات ذات النفس القصير التي تقام بطريقة خروج المغلوب.