بدأ مسلسل التفريط الهلالي في النقاط ومن ثم التفريط في اللقب المنشود بفعل لاعبي الهلال الذين جمعوا 28 نقطة في ظل غياب المنافس التقليدي على اللقب وضعف أعضاء المربع الكبير (الأهلي والنصر)، ناهيك عن ملاحقة الشباب الحثيثة أملا في أن يكون الفريق الثالث دوريا كحق له، فهذا الطموح الذي أصاب الليث أخيرا، ما هو إلا نتيجة ارتفاع مستوى عناصره واستقراره المالي بفضل (الداعم الكبيير) الأمير خالد بن سلطان الذي صنع من الشباب أول ناد مؤسساتي استعدادا لخصخصة الأندية، وحتما سيكون الشباب هو الأول استثماريا؛ فما يفعله الشباب هو الصحيح، فقد سبق لي أن طرحت هذه الاقتراحات على الأندية لتكون الأولى لطرح مثل هذه المشاريع لخدمة مخططاتها ولتأمين مصاريفها والخروج بها إلى العالمية من خلال الاستقلالية المالية الحقة التي سوف تجعلها تدير بورصة الرياضة السعودية عناصريا وخدماتيا. نعم.. الأهلي بدأ في التجاوب منذ سنوات في بعض الخدمات، ولكنه مع الأسف لم يستثمر في إنشاء الفنادق الرياضية والمراكز التجارية والمجمعات السكنية التي ستغني النادي عن الاستئجار لطاقمها الفني ومحترفيها الأجانب، وقد كنا نأمل أن يستقل كل ناد بأملاكه الخاصة، لكن مع الأسف لا يزال العمل يسير حسب التساهيل وليس وفق مخطط اقتصادي مدروس يستفاد منه في المستقبل. ومن هنا نؤكد أن المستقبل للأندية ذات التخطيط الإيجابي استعدادا للنقلة الجديدة التي ليست ببعيدة، وكم سنسعد عندما تتحول هذه الأندية إلى شركات كبرى تسهم في خدمة الكوادر البشرية الوطنية، بل تكون مصدر دخل لآلاف المساهمين من جماهير الأندية، حيث سيؤثرون في مستوى أنديتهم ويتأثرون بها، ليس عاطفيا فقط، بل اقتصاديا أيضا، ولكن الواقع يؤكد أن الجماهير ليست مؤثرة إيجابيا، حيث المزاجية والتنصل من دعم أنديتها في أوقات هي بحاجة لها. نعود لما بدأ نا به، فالتفريط الذي بدأت مؤشراته منذ المستويات التي أداها لاعبو الهلال أمام المنافسين بعد مباراة الاتحاد (5-0)، تؤكد أن قلة وعي بعضهم وأنانية المحترفين وغرورهم، ستضيع حلم الدوري الهلالي إذا لم يكن الحزم سلاح الإدارة كما أشرنا سابقا، خاصة أن الأندية المتعَبة في أول الدوري بدأت تستعيد بعضا من مستوياتها، وهاهو الهلال يخسر من منافسه التقليدي النصر مستوى ونتيجة، وكاد يقع في الخسارة خلال المباريات الثلاث السابقة، ولكن قدر الله وما شاء فعل؛ حيث لا تكون خسارته إلا على يد النصر، وهذه لها حسابات خاصة يعرفها الجميع. مبروك للنصر هذه المستويات المتصاعدة، وحذار يا هلال من ضياع الحلم، والمطلوب إعادة التقاط الأنفاس حتى لا تخرج من الدوري كما حدث العام الماضي وتمر بالمرحلة السابقة نفسها التي خسرت فيها كل بطولات الموسم، ومنها آسيا على يد أم صلال، ولولا الله ثم رأس المفرج لما تحقق لكم لقب كأس ولي العهد.. هل تذكرون؟ هذا الحال الذي يمر به العميد الآن بعد ضياع آسيا، أما الأهلي فسمح للشباب بنقطة ثمينة واستحق لقب سيد التعادلات، فإن لم يجد من يعادله (عادل نفسه بنفسه)، وكأنه يقول: بيدي لا بيد عمرو. الحالة التي يمر بها الهلال يمر بها الشباب أيضا، فعندما يخسر الأول نقاطا يخسر الثاني نقاطا أخرى، لا جديد، فارق النقاط هو المتسيّد إلى أجل غير مسمى. الحذر من التفريط.. فلم يتبق إلا 6 مباريات، فعضوا عليها بالنواجذ؛ إنها مرئيات من واقع المنافسة. خاتمة: الأصايل تلحق تالي