كلمات رددها الكثير من الفنانين والمستمعين ومحبي الأغنية وهي (ما أبي أسمع رجاوي.. ما أبي أسمع حلول.. كل عاشق يخطي مرة.. وأنت تخطي بالألوف) هذا النص الغنائي الذي شدا به الفنان راشد الماجد وصاغه لحنيا صالح الشهري والمفعم بالرومانسية والحس الشعري الكبير لا يعرفه الكثير ممن هم داخل الوسط الفني أو خارجه. إن من يقف خلف هذا الإحساس هو الأمير فيصل بن تركي بن ناصر رئيس نادي النصر حاليا.. ولهذا وجدت علامات استفهام كثيرة في الوسط الإعلامي والغنائي حول تجاهل هذا الشاعر الفذ الذي تنم كلماته عن عمق الإحساس والمشاعر الكامنة لدى الأمير فيصل، ومن الأعمال التي قدمها أغنية (إنت غير الناس عندي.. إنت عندي شي كبير.. كيف أبصبر وأنا شايف.. ناس من حولك كثير)، وكذلك أغنية (ما ينساك أبد قلبي) من ألحان صلاح الهملان. والأسئلة التي تطرح بقوة في هذا الوقت هل هناك من تجاهل أعمال الأمير فيصل بن تركي عمدا، أم هي نقص معلومة لدى المنتمين للوسط الفني والرياضي على حد سواء؟!.. أم أن الإنسان الشاعر ابتعد عن كتابة الشعر نهائيا، وظل ما كتبه حبيس الأدراج أم لا يزال يكتب حتى الوقت الحالي ولكن لا يرغب في نشرها.. أم ماذا؟ وحول تقصي الحقائق، ووضع النقط على الحروف فيما يخص شاعرية الأمير فيصل بن تركي أجرينا اتصالا هاتفيا مع الملحن صالح الشهري حيث قال: “الأمير فيصل بن تركي بن ناصر- من شعراء الأغنية الذين يمتلكون مفردة جميلة، والتقيته في تلك الفترة الرائعة أثناء عمل والده في المنطقة الشرقية، حيث عرض عليّ مجموعة من الأعمال، وأعجبت بكلماته وطريقة حبك النص الغنائي الذي يسهل على الملحن التفاعل مع الكلمات بشكل تلقائي، ما يظهر العمل بشكل قوي وخاصة نص (رجاوي) الذي لن أنساه”، وأضاف: “الأمير فيصل بن تركي شاعر رائع افتقدته الأغنية نظراً إلى ظروف دراسته، وعمله في أمريكا، ونتمنى أن يعود إلى الساحة الغنائية، لأنه قادر على صناعة الفرق في الوسط الغنائي بكلماته العذبة التي تصل إلى القلوب دون استئذان، وخاصة أن الفنانين بحاجة إلى الكلمة التي تحمل دلالات إنسانية وعاطفية بعمق كبير، وهذه ما تحمله كلمات الشاعر الأمير فيصل بن تركي بن ناصر”. شعراء الأغنية وقفوا خلف نجاحات الرياضة ليس غريبا أن تشاهده في أمسية شعرية أو على غلاف ألبوم، ثم تجده يقود الدفة الإدارية في أحد الأندية السعودية، فالوسط الغنائي مليء بالشعراء الذين أثروا الوسط الرياضي، لو أجرينا مسحا سريعا على عالم الأغنية والرياضة في الوسط السعودي والخليجي، لوجدنا توأمة من نوع خاص، حيث إن أغلب من ينتمون للساحة الرياضية لهم ميول فنية وسبق أن سجلوا حضورا فنيا بشكل كبير، وعلى رأسهم الأمير الراحل عبدالله الفيصل الأب الروحي وعراب الرياضة السعودية، الذي تغنى بكلماته عدد من أشهر الفنانين في الأغنية العربية، والشيء بالشيء يذكر فالأمير الشاعر خالد الفيصل أحد رواد القصيدة المحلية المغناة هو صاحب فكرة كأس الخليج، والتي من خلالها تطورت الكرة الخليجية، وعبر بوابتها وصلت لكأس العالم، ويتواجد في الفترة الحالية في الرياضة السعودية عدد من الأسماء مثل الأمير نواف بن فيصل (أسير الشوق) نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، والشاعر طلال الرشيد “العطيب” في نادي النصر، وإذا حركنا البوصلة صوب نادي الهلال المنافس التقليدي للنصر لوجدنا أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد شاعر (البرواز) و(مذهلة) نقل شيئا من خياله الشعري إلى الكرة، وتولى رئاسة نادي الهلال، والحال ينطبق أيضا على الأمير محمد بن فيصل الرئيس السابق الذي كتب أغنية (حبايب) مع راشد الفارس، وعلى صعيد نادي الاتحاد لا يوجد أكثر انتشارا في الأغنية العربية من الشاعر منصور البلوي (الشادي)، الذي تنتشر قصائده بجميع اللهجات العربية. وعلى المستوى الخليجي يأتي في البحرين الشيخ عيسى بن راشد أحد أهم الأسماء التي اعتلت مناصب رياضية في بلدانها وذلك بتوليه رئاسة اللجنة الأولمبية البحرينية، والشاعر فزاع الرئيس الفخري لنادي أهلي دبي الإماراتي، لكن الشيء الذي يغيب عن بالنا إلى الآن وربما يظهر مستقبلا هل هنالك نجوم رياضيون يكتبون الكلمة المغناة أم أن عزفهم يقتصر على العشب الأخضر؟!