وجد العديد من بائعي السيارات في مدينة جدة ضالتهم في ترويج إعلانات لبيعها في مواقع عامة، وقرب “دوارات” شهيرة، وبجانب مواقف خصصت للمجمعات التجارية دون أي تكلفة مادية أو خسارة سوى ورقة مقاس 4 A مذيلة بموديل السيارة وحالتها ورقم الجوال، إلى أن تأتي الاتصالات للمعلن للتفاوض على البيع، وعادة ما يبادر صاحب السيارة بتوجيه سيل من الكلام المعسول وعبارات المديح لترويج سلعته التي قد يقع فيها الزبائن ويكتوون بنارها بعد شرائهم للسيارة. “ شمس” رصدت جانبا من هذه السوق الهامشية التي أصبحت عنوانا للعديد من الشوارع الجانبية والساحات الواقعة أمام مجمعات التسوق ضمن خطط هؤلاء الباعة للبيع دون عناء، بل إنها تجلب أكبر كم من الزبائن كونها تكون واضحة للمارة عند الإشارات والأسواق، ويعتقد كثير من الزبائن أنها فرص لا تعوض، وأن صاحبها محتاج إلى البيع أو يتيسر معهم في إجراءات الاتفاق على مبلغ الشراء. مع بائع أكد أحد أصحاب السيارات في اتصال به أن سيارته بحالة ممتازة، وأنه لن يختلف حول السعر، وبادر بقوله: “بالإمكان تفقد السيارة من الخارج، وخلال عشر دقائق أكون قد حضرت”، وبعد حضوره وأثناء الإلحاح عليه بفحص السيارة، أكد أنه يجب أن تشترى كما هي عليه دون فحص وبمبلغ يناسب الطرفين، وأثناء الحديث معه جاء شخص آخر وفاوضه على السعر واقتربا من إجراءات البيع. “عبدالله.ن”، عامل يمني بمحل مجاور في ساحة مخصصة للمجمعات التجارية، أكد أن وجود هذه السيارات بطريقة متكدسة في ساحات مخصصة لعملاء المجمعات التجارية أمر بات مؤرقا، بل يتسبب في كساد تجارة تلك المحال التجارية لأن المحال أصبحت مزدحمة، وعندما لا يجد الزبائن مواقف لهم فإنهم يتوجهون إلى مواقع أخرى، لافتا إلى أن هنالك ازدحاما عندما يأتي زبائن للشراء ويتحول الموقع إلى معرض مصغر، وهذا ما يلقي بظلاله السلبية على الحركة التجارية والمنظر العام. قيمة بسيطة من جهته أوضح سعود الذبياني أن أصحاب السيارات استغلوا غلاء أسعار السيارات في المعارض حيث قفزت أسعار المستعملة وبدؤوا ترويج سياراتهم ضمن خطة لإيهام الفقراء وذوي الدخل المحدود بأن أسعار تلك السيارات المتناثرة في الشوارع ذات قيمة بسيطة، وتحمل عمليات بيعها علامات تخفيض وتفاوض أفضل من المعارض الرسمية، إضافة إلى أن تلك المواقع تجتذب أعدادا أكبر من الزبائن، وكذلك لا تفرض عليها أي رسوم أو “عرابين” أو إجراءات مالية أخرى كتلك التي في المعارض، فإن صاحب السيارة يتوجه إلى هذه المواقع حتى يظفر بجملة كبيرة من الإيجابيات دون أي تكلفة أو عناء. أعطال متكررة ولفت فيصل الغامدي إلى جانب آخر يتمثل في آلية البيع، وأنه من الممكن أن تكون تلك السيارات مسروقة أو تباع بطرق غير نظامية، وقد يقع بعض الزبائن ضحية احتيال أو نصب أو غش في السعر، مضيفا أن أحد زملائه اشترى سيارة من تلك المواقع وفوجئ بعد شهر بأعطالها المتكررة. وقال إن المبالغ التي دفعها لإصلاح الأعطال قاربت سعرها الذي اشتراها به لأنه وقع ضحية شرائها بمبلغ بسيط على حساب جودتها، إضافة إلى تسريع إجراءات بيعها وتواجد تلك السيارات في مواقع خارج المعارض التي يتخوف منها الزبائن أحيانا لغلاء أسعارها ولتعقيد إجراءاتها. وعلمت “شمس” من مصادر مطلعة أن هذه الإجراءات ممنوعة ومخالفة للأنظمة، وأن هنالك جولات من قبل دوريات المرور، إضافة إلى حملات مكثفة لرصد تلك المواقع التي تحولت إلى ساحات لبيع السيارات وسحبها منها واتخاذ الإجراءات النظامية بشأنها، وأسهم إقبال أصحاب السيارات على وضع سياراتهم المعروضة للبيع بشكل مكثف في انتشار هذه الظاهرة.