“آراء وأصداء” منبر للقراء يتناول مختلف القضايا والاهتمامات، وهي صفحة مفتوحة لكل صاحب فكر ورأي وموهبة للكتابة وإبداء الرأي فيما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر البريد الإلكتروني المعلم المميز هو مَنْ يقوم برسالته التربوية السامية، ويُعلِّم تلاميذه شتى أنواع العلوم والمعارف، ويخرج من الدائرة العلمية إلى الآداب العامة التي يغرسها في أذهان التلاميذ؛ فتبقى راسخة لا تُنسى. ويختلف المعلمون من منحى إلى آخر في نشر رسالتهم التعليمية؛ فمنهم مَنْ يتبع طرقا تقليدية من مُحاكاة علمية والبعض يجنح إلى الثوابت التقنية فيبرع في استخدام التقنية في التعليم. لكن مراحل التعليم بجميع مراحلها تحتاج إلى أكفاء يجيدون تطبيق مبدأ الفروق الفردية. وفي المرحلة الابتدائية خاصة، وتحديدا الصفوف الأولية، لا بد من وجود جرعات مكثفة لهؤلاء المعلمين كي يُطبّقوا هذه الفروق بكل صدق ومعيارية. ولعل التقويم هو الحل الأنجح لتطبيق هذه الفروق الفردية، لكن سوء التطبيق يؤدي بالتقويم إلى التهلكة؛ فهناك درجات لهذا التقويم تندرج ما بين (1 و4)، ولكل درجة من هذه الدرجات نظام معياري معين. فمن يمنح الدرجة (1) التي تعادل مثابة الإتقان تُحسب أن الطالب أتقن جميع العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية (المهارات الأساسية وغير الأساسية). بينما الدرجة (2) تعني أن الطالب أتقن الحد الأدنى من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية، والحد الأدني يعني (المهارات الأساسية وأغلب المهارات غير الأساسية). بينما الدرجة (3) تعني أن الطالب أتقن 66 في المئة من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية، بما في ذلك مهارات الحد الأدنى التي تعني (أتقن المهارات الأساسية وبعضا من المهارات غير الأساسية). بينما الدرجة (4) فتعني أن الطالب لم يتقن معرفة أو مهارة علوم ومعارف ومهارات الحد الأدنى المقررة في المادة الدراسية (لم يتقن المهارات الأساسية وغير الأساسية). والمهارات الأساسية أو الحد الأدنى أو المستهدفة يُرمز لها بعلامة (*) في سجل التقويم للمرحلة. لكن المعاناة فيما نراه؛ فالبعض يستخدم (1 و4) وتعنيان مُتقنا أو مخفقا، ويتخلى عن استخدام درجتي (2 و3) وتعنيان أن الطالب متفاوت في مستواه ما بين الجيد جدا والجيد، أي ليس مُخفقاً. وعلى المدرسة العقلانية أن تُشعر أولياء الأمور بذلك، وتعمل لهم جدولة عن درجات التقويم الدراسي كي لا يقع الطالب في الحرج. ومن فضاء التقويم نتجه إلى التشجيع والحوافز وإعلاء كفاءة الانضباط والأداء.. وهذه تتسم بفروق فردية من طالب إلى آخر، لكن المُشاع أن هناك فئة لا تعرف كيف يتم تطبيق الفردية على تلاميذ مُميزين وغير مُميزين؛ فمظلة الفروق الفردية مظلة واسعة وتتسع للكثير من الإنتاجية ومعرفة مكامن القوة والضعف؛ فالمعلم الذي يجيد تطبيقها ومعرفة مخارجها ومداخلها هو معلم متميز.