أطلق البعض اسم (دربي الرياض) على مواجهة الهلال والشباب الأخيرة، ليس اقتناعا بل تماهيا مع الفرقعات الصوتية التي انطلقت لمجرد لفت الانتباه لا أكثر.. غير أن ما حدث في الملعب ألغى تلقائيا كل تلك المزاعم، حيث يستحيل أن يكون هناك (دربي) في أي مكان بالعالم ثم يكون حضوره بتلك الصورة التي شاهدها الناس، أعني أن تمتلئ المدرجات بجمهور طرف واحد فقط!! الحادثة الطبيعية تكررت في مواجهة النصر والشباب، فجمهور الشمس ملأ مدرجات الملز وكانت النسبة عشرات الآلاف مقابل أقل من مئة، الأمر الذي يؤكد بلا مجال للشك أن دربي الوسطى كما يقره العقل والمنطق هو بين النصر والهلال؛ حيث ستتابع جماهير الخليج والسعودية القمة الكروية الساخنة عصر هذا اليوم، وإن كان المعطيات والظروف تميل كل الميل لصالح الأزرق. المقولات التي لا تقنع أحدا تحاول الالتفاف على الحقيقة، لذا حينما كذب الواقع تلك المزاعم راح البعض يوجد مخارج وتفسيرات وتقسيمات وتفصيلات غير معقولة، ومن ذلك تقسيم (الدربي) إلى أنواع، فزعموا أن الدربي (الفني) بين الهلال والشباب، بينما الدربي (الجماهيري) بين الهلال والنصر، وغدا سيخرجون بنوع ثالث لمباراة الهلال والاتحاد ويشرحون معنى الكلمة وتطبيقاتها وأنواعها وتقسيماتها وربما أطلقوا اسم (الفناهير) جمعا لكلمتي الفني والجماهير وكأنه لا يوجد لدينا غير هذه القضية الساذجة!! أعود للدربي الحقيقي، الذي يشهد له التاريخ وتقره الجغرافيا، والذي سيقام عصر اليوم بين النصر والهلال، فالمعطيات والظروف تميل كما قلت للأخير سواء من حيث القوة الفنية للفريق وتفوق عناصره واستقراره وارتفاع معنوياته، أو من ناحية النقص الكبير الذي يعانيه الأصفر بغياب أسماء أساسية مهمة كإيدير وراضي والكوري لي تشن، لكن لقاءات الفريقين عودتنا ألا تخضع لمقاييس معتادة، بالتالي يبقى الأهم أن نشاهد مواجهة جميلة بعيدا عن التوتر المزعج الذي صبغ لقاءات الأسابيع الماضية. يوناني الشباب أحسنت إدارة النادي الأهلي وهي ترفض الحكم اليوناني الضعيف الذي تخصص في قيادة مباريات الشباب بصورة أثارت التساؤلات، خاصة أن التجربة أثبتت ضعفه وارتكابه العديد من الأخطاء استفاد منها طرف واحد.. وهي فرصة سانحة للحكم السعودي كي يثبت قدرته من جديد ويقود المباراة بعيدا عن التأثيرات والضغوط التي مورست تجاهه. خسوف الانضباط يبدو أن الخسوف لن يقتصر على سماء الليلة، فلجنة الانضباط لا تزال تكرر أخطاءها وهي تخسف بالأنظمة دون وجه حق عاما بعد عام. الموسم الماضي عاقبت الهلال بسبب الجماهير رغم إقامة المباراة في مكة، وأعادت الحكاية مع الاتحاد الشهر الماضي قبل أن ينقذه العفو، وهاهي تعاقب النصر بسبب الجماهير رغم أن اللقاء خارج أرضه وفي مسابقة مختلفة تماما. ترى.. لو تسببت جماهير أي نادٍ بشغب أثناء آخر لقاء لدرجة الشباب فهل ستنقل لجنة الانضباط مباراة الفريق الأول التي تليها إلى خارج أرضه؟ وإلى متى تفتح اللجنة على نفسها أبواب الرياح؟!