يوما بعد يوم يتساقط النصر في أعين مُحبيه، ولا أعني بذلك مستوى الفريق الكروي فنيا؛ فهو قد سقط مُنذ مدة وغاب وغيَّبوه دون شعور منهم..! بل ما أقصده بالتساقط هو توغُّل النصراويين في أمور لا أعلم كيف جاءت..؟ ومن أي منطق ولدت وترعرعت..؟ ففي أوضاع النصر السيئة فنيا من السهل أن تجد النصراويين بعد كل مُباراة يكتفون بالتغني بمستوى أحد اللاعبين، وأن هذا اللاعب رد على المُشككين وطابور المُندسين (كما يزعمون)، أو تجد أحدهم (يلعلع) صوته بأن النصر عاد..! ولا ينقص الفريق إلا لاعب أجنبي..! وكأن الفريق ما شاء الله كامل ومكمل..! لا أُخفي مثلا سروري بما قدمه حارس النصر عبدالله العنزي في مُباراة الشباب.. حتى وإن تسبب في هدفين أحدهما بسبب تقدمه عن المرمى والآخر بسبب تهاونه وعدم يقظته في كرة عرضية..! إلا أن من يعرف العنزي يُدرك أن المُستقبل أمامه (بإذن الله)، ومع ذلك لا أجد تبريرا لمن يتغنى بهذا والفريق مهزوم من الشباب رغم اكتماله بلاعبيه الأجانب..! ولا أجد تبريرا لمن راح يُصفق ويتغنى بحسام غالي.. إلا إذا كانت مُداعبته للكرة برأسه في وسط الملعب هي التبرير..! فأقول (لا تعليق)..! والأشد غرابة أن من يُشيد بحسام غالي يستدل بإدراج اسمه في قائمة مُنتخب مصر..! وما علاقة ذلك..؟ فما قدمه حسام شاهدناه جيداً.. والاستدعاء يبدو من باب (لعل لديه شيئا)..! أفلم يبقِه النصراويون للسبب ذاته، وهو (لعل لديه شيئا)..؟ أجزم بأن البيت النصراوي به أشياء وأشياء لا علاقة للنصر بها.. وأولها كيف انجرت عقول بعض جماهير النصر جرا لكي تُمارس الردود على خالد البلطان..؟ نعم حضرت الجماهير، وللأسف شاهدت (ثلاثة) أهداف..! وحتى لو صفقت الجماهير للعنزي وفيقاروا.. إلا أن مستوى الفريق مُخيف وعشوائي ومُقبل على كارثة..! فريق ليس له أطراف ولا قلب محوري..! فريق أنهك النجم إبراهيم غالب..! حتى ذلك الصعب محمد السهلاوي أضحى (سهلاويا سهلا..!!) شارد الذهن.. لا يستطيع التحكم بالكرة..! بدأت أشك هل الفريق يتمرن.. أم ماذا..؟ قد يقول قائل إنه المدرب..؟ نعم له دور، ولا بد من فك الارتباط معه، إلا أن النصر بلاعبيه لم ولن يكون مُقنعا لصعود منصات التتويج أو على الأقل لطمأنة الجماهير؛ فكُرته عشوائية تراها في ملاعب الأحياء أو المدارس أو الاستراحات..! فلاعب الوسط المصري حسام القادم من الدوري الإنجليزي لم ولن يستطيع أن يُحدث فارقا في وسط الملعب.. فعلامته الفارقة (التكشير) في وجه زملائه..! ودفاع الفريق ما أكثر اصطدام الأجسام فيه وما أكثر ربشته..! وهجومه سرحان..! ومرماه خال من النجوم ما عدا الشاب العنزي.. وفي هذه الأوضاع كيف انجرَّ النصراوي لقضية مَنْ ينتصر، رئيسه أم البلطان..؟ وهل أصبح النصر (تعادل خير من خسارة)..؟ وهل أصبح النصر (نبي الرابع)..؟ وهل أصبح النصر (عندنا السهلاوي)..؟ وهل أصبح النصر.. (أحضروا لعيون كحيلان)..؟ يا ساتر لمطلب وفكر كهذا..! النصر كان ملعبا وكرة وتمريرة وهدفا وهتاف جمهور.. والآن هو يعيش بالفعل مراحل جرِّه للتقازم..! من تحت الباب • كتبتُ الأسبوع الماضي عن توجسي من ظلم تحكيمي لفريق النصر أمام الشباب.. فالصغار والأولمبي ذاقا الظلم.. وبالفعل حدث ما توجست منه، وذاق الكبار طرد راضي غير الصحيح..! • في الاستئناف الأوَّل حذرتهم وقلت لن يُقبل وفق مضمونه، وحدث ذلك وتمّ الرفض.. وفي الاستئناف الثَّاني تكرر تحذيري كون المضمون ليس بحجة.. وتمَّ الرفض..! فالقانون لأهله. • (رادوي) صاحب الأدوار الدفاعية سجَّل أروع الأهداف، بينما حسام صاحب الأدوار الهجومية (توطية للكرة وزلق وطياح)..! • لتلك الفئة (القليلة).. مُباراة النصر أمام الهلال يوم الخميس القادم ستحضرون لأجل مَنْ..؟ • أزمة عنيفة يعيشها المُشجع النصراوي.. لا فريق.. ولا نتائج.. ومُباراة (ديربي) قادمة أمام فريق لم يفز أمامه منذ سنوات..! أين المفر..؟ كان الله في العون.