“مذيع يظهر عبر الشاشة.. يعني شخصا يخرج من التلفاز، كيف دخل إليه.. وكيف أستطيع التحدث معه؟”. أسئلة ظلت حائرة بلا إجابة في مخيلة الطفل يوسف بندقجي وهو يشاهد الجهاز الذي يجد فيها أقرانه المتعة بينما هو يرى غير ذلك.. تحين الفرصة وهجم على الجهاز وحطمه، وتفاجأ بوجود شرائح إلكترونية وأسلاك، نظر إليها بإعجاب شديد، وقال في نفسه: “إنها الاختبار الحقيقي لموهبتي”. استطاع بندقجي في ظرف أيام أن يستفيد من تلك الشرائح والأسلاك في صنع طائرة عمودية ظل يلهو بها وينظر لها أصدقاؤه بإعجاب شديد، حينها علم أن هناك شيئا ما ينتظره وأن الأمر لا يعدو كونه تسلية إنما هو بداية لموهبة وجدها بين حطام ذلك التلفاز وأجهزة الراديو المتنوعة التي أشرف على فكها والاستفادة من مكوناتها. الشاب النبيه، بعد اكتشاف أمره أكل علقة ساخنة جعلته يبتعد عن أجهزة المنزل والعبث بها حتى صار عمره 27 عاما، فوجد نفسه مرغما للعودة إلى عشق الطفولة والمضي قدما في هذا المجال، فاخترع مشروع التحكم عن بعد بالأجهزة الموجودة على ظهر السفن والطائرات بعد أن عمل في هذا المجال لبضع سنوات، وقام بربط الأجهزة الخاصة بالملاحة الجوية والبحرية، بأجهزة خاصة بنظام المراقبة والكمبيوتر والبرمجيات باستخدام الكيابل والبرمجة الإلكترونية للحصول على مجموعة من الخدمات عبر الأقمار الفضائية عن بعد، تمكن مستخدمها من تصفح الكمبيوتر ومشاهدة كاميرات المراقبة على ظهر السفينة أو الطائرة أو السيارة باستخدام برامج غير مرتبطة بالإنترنت. كما اخترع مشروع إنشاء محطة اتصال بحرية برية عبر الأقمار الصناعية على ظهر السفينة، وهو جهاز ملاحي طور لتمكين الاتصال بالسفن من المبنى الموجود في البر أو اليابسة ويسمى AIS وهو موجود على كل سفينة في العالم تقريبا لخضوعه للأنظمة الدولية والحدود البحرية أو الإقليمية.. ويمكن من خلاله الاتصال بأي سفينة على بعد 150 كيلو مترا بشرط أن تكون الأخرى مزودة بجهاز من نوع AIS .إضافة إلى استخدام رسائل التكست الكتابية ومعرفة هوية السفينة ورقم التسجيل الدولي الخاص بها. واخترع بندقجي أيضا سيارة تعمل بمحركين ومصنوعة من مادة الكمبوزيت، وقام بدمج محركين من أقوا المحركات التي تستخدم في الدراجات النارية (خفيفة الحجم وقوية)، وجعلها تعمل بظفيرة واحدة بقوة 2600 حصان. ورغم هذه الاختراعات لم يحصل بندقجي على البراءة بعد، ويقول إنه عرضها على عدد من الجهات والمختصين ولم يجد تفاعلا، ويوضح: “لدينا جهات هي: بوابة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للتقنية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للابتكار، ولا بد من تغيير بعض الإجراءات المتبعة لتسهيل الوضع على المخترع، فاختراعاتي مقدمة في الجهات الثلاث، ولم يستجب لي سوى مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله، أما الجامعة فلم أجد منها سوى كثرة أسئلة البروفيسورات عن الاختراعات وعدم تبني المخترع، – فأنا لا أملك شهادة جامعية أو ماجستير أو دكتوراه، فهل معنى هذا أن تتوقف مسيرة عملي؟”.