أيها الناس: لقد فاض بي الكيل، معاش قليل، ودين ثقيل، وهمّ كسيل. أما بعد، من عاش مات، ومن مات استراح مِن أعطني وهات. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض مجرمين وحقرا. الأثر يدل على المسير، والفيضانات تدل على إهمال خطير، وفساد تراه عينا ضرير. ثم أما بعد، فمِن رحمِ الكوارث تظهر كوامن الرجال، فليس مَن فعل كمَن قال. أرأيتم كيف توارى الخائنون تحت جنح ظلام ليس فيه قمر ولا هلال! أمَا وقد جاء أمر الصدق، ووضع قائدنا الإنسان يده على الشق، فالآن حصحص - يا رفاق اللصوصية- الحق. فلسوف تُفضحون على رؤوس الأشهاد، وتعيشون لحظات عجافا وشدادا. وإذا ما - إن شاء الله- سُجنتم، فلن نقيم لكم سرادق عزاء أو حدادا. هذا ما كسبت أيديكم، أظننتم أن حسابا لن يأتيكم؟ فخذوا منا هذي الدعوات، لكم الماضي ولنا الآت، لكم الحسرة، تأنيب ضمير، آهات. لن يجديكم (التقادم) نفعا، ولا التفكير في المهرب.. قطعا. فأنتم مخذولون، ولسوف إلى المحاكم تساقون. مواطن عادي