مع أكوام الطين والوحل التي تدفقت برفقة سيول جدة، تضررت مئات السيارات ضررا سطحيا عندما امتلأت بالطين كاملة، وهو ما رفع الإقبال على مغاسل السيارات، التي قامت بدورها بالاستفادة من هذه الفرصة، ورفعت أسعار التنظيف إلى حدود أكبر من المستوى الطبيعي. الأجر على قدر الجهد يقول عبد القادر (صومالي): إن أعلى سعر لديهم هو 200 ريال، وهو مخصص للشاحنات الكبيرة الملطخة بالطين، ولكن المركبات الصغيرة أو غيرها فلا يتجاوز أجر غسلها 100 ريال، وهي أجرة توازي الجهد الذي سيبذل من أجل تخليص السيارة مما لحق بها داخليا وخارجيا. وقال عبد القادر: “إن بعض المغاسل أوصلت أجورها ل 300 و 400 ريال، في حين وضعنا نحن هذا السعر كأجر يوازي ما نقوم به من عمل”. من جانب آخر، قال زميله مأمون: “نحن لا نضغط ولا نجبر أحدا على أن نغسل سيارته بهذا السعر، فالسيارات كثيرة جدا وأصحابها مستعجلون، ما دعانا إلى توفير عمال آخرين حتى نغسل أكبر عدد من السيارات، والأسعار مناسبة برأيي ليس فيها أي استغلال أو تكسب، فالسيارات ملطخة بالطين من الداخل والخارج، ويصعب استخراج الطين المتراكم بالماء فقط” . الوقت يفرض الغلاء في مغسلة أخرى قال حمدو أبو بكر: “نحن لم نستغل الأحداث لزيادة الأسعار والتكسب، فنحن لا نأخذ إلا حقنا، فالسيارات الملطخة بالطين تحتاج إلى وقت طويل وإلى عدد كبير من العمال لتنظيفها واستخراج الطين” مضيفا: “الوقت الذي نستغرقه في غسل هذه السيارات يصل إلى ثلاث أو أربع ساعات، إذ نخرج المراتب ونقوم بالتنظيف الكامل للسيارة، وفي ذلك إرهاق كبير” ويشير حمدو إلى أن السيارات غير الملطخة بالطين لا يتجاوز أجر غسيلها 30 ريالا. وبخصوص رد فعل الزبائن قال: “طبعا كثير من أصحاب السيارات رفضوا، لاسيما من كانت سياراتهم ملطخة بالطين، بينما الذين لم تتأثر سياراتهم من الطين والمياه تقبلوا لأنهم على دراية بالضغط الذي يقع على المغاسل هذه الأيام” ويضيف: “الأسعار لم نضعها بهدف الاستغلال بل إن لكل نشاط سعرا، فمثلا غسيل السيارة الخارجي يكلف 50 ريالا، وتنظيف السيارة من الداخل 50 ريالا، وفي حالة طلب صاحب السيارة استخراج المراتب وتنظيفها فإنه ملزم بدفع مقابل لذلك”. أحكام الضرورة على الجانب الآخر تباينت مواقف أصحاب السيارات أمام الأسعار المفاجئة، فهناك من رفض غسل سيارته بهذه الأسعار (المبالغ فيها) وهناك من اضطر إلى دفع المبلغ، أحمد علي يقول: “تجولت في عدد من المغاسل بحثا عن سعر مناسب ولكني لم أجد أسعارا أقل من 250 ريالا” مشيرا إلى أن سيارته تضررت بالكامل بسبب السيول، حيث دخلت السيول إلى داخل السيارة وتأذت بالكامل، واضطر إلى دفع سعر الغسيل الجديد، ويؤكد أحمد علي أنه لا يختلف عن الكثير من أصحاب السيارات من حيث عدم الرضا بينما رفض صالح القحطاني أن يغسل سيارته بهذه الأسعار قائلا: “إنه من الظلم أن أدفع 200 أو 300 ريال في غسيل سيارة قد تتضرر اليوم أو غدا مرة أخرى بسبب السيول ومياه الصرف الصحي” وأضاف: “رأيت أن من الأفضل ألا أغسل السيارة في هذه الفترة إلى أن تعود أسعار غسيل السيارات إلى حالها حيث لم تكن تتجاوز 20 ريالا”.