من بين ضحايا سيول جدة، أسرة ابتلعتها السيول بالكامل، لم يتبقَّ منها سوى طفل (13 عاما)، لا يزال مفقودا بعد مرور عشرة أيام على الكارثة، على الرغم من أن أحد رجال الدفاع المدني أكد أنه أسعفه بنفسه (وفقا للأوصاف التي تنطبق عليه بنسبة تتجاوز 90 في المئة)، وعندما سألوه عنه، قال: “لا أعرف عنه شيئا”. إنه الطفل أحمد يحيى قيراط، الذي لا يعرف أقاربه شيئا عنه حتى لحظة طباعة الصحيفة. وأوضح قريبه فادي، أن والد أحمد انطلق برفقة أسرته إلى المشاعر المقدسة في يوم التروية لإيصال عمته من أجل أداء الحج مع أخيها، الذي كان ينوي استقبالهم هناك، وقال فادي: “في الطريق اعترضتهم السيول، ليجرفهم الموت قبل الوصول إلى مكة”، وأضاف: “تلقيت الخبر في المشاعر وقطعت رحلة الحج، وتفاجأت بوالد زوجتي ووجدناه في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، لنبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن البقية”. وبدأت المآسي تنهال على فادي يوما تلو الآخر، في كل يوم يجد مع أقاربه أحد أفراد الأسرة المنكوبة، حيث عثروا على والدة زوجته ثم ابنتيها (ثلاثة أعوام و 17 عاما). وبدأ فادي بعد ذلك البحث عن أحمد وشقيقه عبدالله (8 سنوات)، ليعثر على الأخير في الأدلة الشرعية ويدفن بعد ذلك، بينما لا يزال البحث جاريا عن أحمد. واشتكى فادي من تهاون الجهات المسؤولة، مشيرا إلى تلقيهم اتصالا يخبرهم بالعثور على أحمد، وحين راجعوا رجال الأمن، الذين كان الطفل بحوزتهم، أفادوا بأنه (ليس هو)، قبل أن يقول لهم رجل الدفاع المدني، الذي أسعفه: إنه لا يعرف أين ذهب...