لفظ حاج أوروبي أنفاسه الأخيرة وعيناه شاخصتان على مدخل غار حراء، وكان الحاج يزور جبل النور برفقة عدد من أقاربه الحجاج لزيارة الغار لتفاجئه آلام موجعة بالقلب لم تنجح معها الإسعافات الأولية التي قدمها له مرافقوه، ليلفظ أنفاسه الأخيرة وقد وجه بصره صوب غار حراء، كأنه حرص على أن يكون مشهد الغار هو آخر ما تلتقطه عيناه. وذكر أقرباؤه وهم يغالبون الدمع أنه كان يلح عليهم في الإسراع لزيارة الغار الذي عدد لهم مناقبه وتاريخه الإسلامي، وكان يمني النفس بمشاهدته وتأمله، خصوصا أنها المرة الأولى التي يزور فيها الأراضي المقدسة لتأدية شعيرة الحج، وأنه ما إن وصل إلى الغار حتى انعزل عنهم واندفع في البكاء ثم سقط وهو يمسك الجهة اليسرى من صدره ليفارق بعدها الحياة، وخلصت التحقيقات التي أجراها مركز شرطة المعابدة إلى عدم وجود أي شبهة جنائية بوفاته.