تواصلت جهود رجال الكشافة طوال أيام الحج في إغاثة الملهوف وإعادة المفقود ورسم الابتسامة على محيا حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى، فتارة يحمل الكشاف السعودي على ظهره عفش الهندي، ويدفع كرسي المعاق الإندونيسي، فقد كانت كل الجنسيات لديهم سواء. وبالأمس رسم القائد عبدالباسط جمعة، من محافظة جدة، مساعد قائد لجنة المسح والإرشاد لوحة الوفاء وقدم نموذجا لأمانة الإنسان السعودي عندما أحضر أحد الحجاج حقيبة تعود لحاج إندونيسي يدعى رسلان أحمد رشدي، تجاوز السبعين من عمره، وجدها أحد الكشافة أمام كاونترات الإرشاد، فتولى إيصالها إلى مقر البعثة الإندونيسية في منطقة اللسان في الشعبين بمنى، فبحث المسؤولون عن الحاج في مقر سكنه فلم يجدوه وأدركوا أنه من أعداد التائهين، فتسلمت البعثة الحقيبة بما احتوت من مبالغ مالية بالعملة الإندونيسية والسعودية، وكميات من الأدوية وجوازه وتذاكر السفر وبعض الأدوات والأوراق الخاصة. وعند العودة إلى المركز الكشفي انتظر حتى المساء وإذ بالرجل يحضر إلى المركز الكشفي تائها، وعند أخذ بيانات تبين أنه الحاج رسلان، فأوصله القائد مرة أخرى إلى مقر البعثة فقوبل بحفاوة كبيرة، وأصر المسؤولون على تكريمه على شرف رئيس البعثة وأعضاء السفارة الإندونيسية إلا أنه اعتذر نظرا لارتباطه بمهام الإرشاد، معبرا عن فخره واعتزازه بما يقدمه من خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وقدم رئيس البعثة الأمنية لإندونيسيا أزهري الدين جميل شكره وتقديره للكشافة السعودية.