إذا كانت المباراة بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري، انتهت بفوز الأخير وحصوله على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، فإن المناكفة والحرب الإعلامية ما زالت نارها مشتعلة لم تنطفئ حتى الآن! أخبار عن مصابين وقتلى، تدخلات من صناع القرار، تراشق تهم، مظاهرات، ومطالبات بالقطيعة الاقتصادية والدبلوماسية، ليس من عامة الناس فحسب، بل من النخب بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم أيضا! وكأننا أمام حدث يعيد إلى الذاكرة أيام العرب الغابرة التي استمرت إحداها (داحس والغبراء) أربعين سنة بسبب الاحتجاج على نتيجة سباق خيل! في جميع أقطاب العالم تسهم كرة القدم في خلق قنوات تواصل جديدة، وتعزز أواصر الألفة والتعارف الثقافي بين الدول والشعوب المختلفة، ومهما كانت النتيجة قاسية ومؤلمة يتقبلها الخاسر نهاية المطاف بروح رياضية، إلا عندنا نحن العرب، جعلنا منها وسيلة عداء فيما بيننا، ونشر غسيل. بكل أسف ما صاحب هذه المباراة وما أعقبها يعد خطوة للوراء، وخيبة قومية جديدة تضاف إلى السجل العربي، وهي خيبة نرى مثيلاتها كثيرا في البرامج الحوارية، والقضايا المصيرية، وفي نتائج المؤتمرات العربية، وكأن الوحدة والروابط العربية التي ننادي بها ونرفع شعاراتها ليست إلا خيالات، لا حقيقة لها على أرض الواقع.