لم يظهر (الكاوبوي) هذه المرة متحزما مسدسه ومعتمرا قبعته الكبيرة في إحدى ضواحي (تكساس)، بل في وسط الرياض، مستبدلا بقبعته تلك (لطمة) تسر الناظرين. هذا ما حدث.. ففي الأسبوع الماضي أودت طلقة نارية بأحد طلابنا للعناية المركزة من أمام مدرسته.. وسيحدث ما دام هناك من يعتقد أن السلاح من مكملات الرجولة/ الشجاعة ومقياس لمدى التمسك بالموروثات التي عفا عليها الزمن، وكمواطن يكتب تحت تأثير القلق والأسئلة، ولا يسره قطعا أن يشاهد أحدهم متأبطا مسدسه فوق ثوبه يشاركه ذات المكان..! أقول: هل سينبغي على الطالب أن يجرجر خطواته إلى الدوام مرتديا (صديرية) ضد الرصاص ومعتمرا خوذة تكبس فوق شماغه، أو أن (يتمترس) بكتبه المدرسية حال سماعه صوت إطلاق نار، أم سيكون من الوقاية أن يعطى لقاحا ضد إنفلونزا العنف؟!.. ربما نحتاج إلى جهد ووقت لنتشارك محيطنا بأشكال أكثر حضارية/ أعمق تمدنا، وأقل تعصبا.. التنظير وحده لا يكفي لتغيير المفاهيم واحترام القوانين.. بل بالرغبة الحقيقية في تأسيس ثقافة إنسانية مسؤولة تنفض غبار الماضي، مع العمل على تكريس القيم المتحضرة وسلوكيات المجتمع المدني بمؤسساته.