يا الله صباح الخير، تصحى من النوم الصباح وانت قلبك مقبوض وانت عارف انك لو قريت جرايد راح ينقبض أكثر. صارت جرايدنا مليانة أخبار مجتمع ما تونس، مدري هي ظاهرة صحية والا من جنبها، عامل ذبح أخوياه وانتحر، مواطن يطيح هو وسيارته بحفرة، مصنع يحترق ويحرق معه خمسين مليون، مواطن يلهط كم مليون ويحط رجله، آخر شي قريته، يقول لك طفلة تطيح من الدور الرابع مدري الخامس وتموت وأبوها مشتكي على راعي العمارة، طبعا راعي العمارة يقول ما لي دخل، والكل يبي يتخلى عن مسؤوليته عن موت الطفلة البريئة، وكلها كم يوم كان راعي العمارة راعي واسطة يطلع منها زي الشعرة من العجين، أكيد راح تنحل هالمشكلة بس راح يستمر الأطفال يطيحون؛ لأننا مجتمع ما يعالج جذور المشكلة وأساسها، ليه ما نفتح ملف كل مشكلة تطلع بمجتمعنا بحيث انها ما عاد تتكرر، مثلا، طيحة هالطفلة بهالطريقة اللي تعور القلب، ليش ما تخلينا نفتح ملف سقوط الأطفال، بس حطوا ملفات وصفوا النية أنكم تبون تشتغلون بضمير عشان البلد مو عشان الانتدابات. صدقوني راح ربي يوفقكم وتطلعون بحل جذري، بس مو تلزمون صاحب العمارة أنه ما يركب درايش بعمارته، أو تلزمون اللي معاهم أطفال يسكنون الدور الأرضي، هذي ما هي حلول، هذي تعقيد للمشكلة أكثر من حلها، مثل اللي جاء يبي يعالج مشكلة هروب الخادمات وحط غرامة على كفيل الخدامة عشرين ألف، هذا حل نكبة أكثر من نكبة المشكلة نفسها، وربي اللي يشتغل لوجه الله سبحانه راح يوفقه ربي بحل لا قبله ولا بعده، ترى الجرايد ما عاد تخبي أي خبر، تنشر ما طاح تحت يدها، ولا عاد ينفع معها الترقيع، صار ينشرون ما شافت عيونهم، الله المستعان بس.