بعد الخروج المر للمنتخب البحريني الأول لكرة القدم عن نهائيات كأس العالم؛ بخسارته أمام نظيره النيوزيلندي 0 / 1 السبت الماضي، فقدت المنتخبات العربية في قارة آسيا آخر فرصها للظهور في (المونديال) للمرة الأولى منذ 1982. وبدأت حكاية المنتخبات العربية مع نهائيات العرس العالمي في مونديال إسبانيا 1982 حين شق منتخب الكويت طريقه إلى النهائيات بوجود جيل ذهبي من اللاعبين، أبرزهم: جاسم يعقوب، فيصل الدخيل وسعد الحوطي. وحمل منتخب العراق الراية العربية في المونديال الشهير في المكسيك 1986 بقيادة عدد من اللاعبين البارزين أيضا، منهم: أحمد راضي وحسين سعيد (رئيس الاتحاد العراقي حاليا)، قبل أن تفرض نجومية الإماراتي عدنان الطلياني نفسها فقاد منتخب بلاده إلى مونديال إيطاليا عام 1990. وبدأت في مونديال أمريكا عام 1994 حكاية جديدة لعرب آسيا مع نهائيات كأس العالم، ففي ذلك الحين كان المنتخب السعودي يفرض ذاته واحدا من أفضل المنتخبات الآسيوية، وكان من الطبيعي أن يطرق باب المونديال، ليس هذا فقط، بل إنه حقق إنجازا بتأهله إلى الدور الثاني. وإذا كان طعم التأهل إلى الدور الثاني عام 1994 الإنجاز السعودي الوحيد في النهائيات، فإن “الأخضر” احتفظ لنفسه بإنجاز آخر باحتكاره الوجود العربي فيها، في فرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006. وكان انضمام أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي أواخر عام 2006، وخوضها غمار تصفيات كأس العالم هذه المرة في القارة الآسيوية عاملا ضاغطا على المنتخبات الأخرى المشاركة فيها ومنها العربية؛ لأن منتخبها الذي يضم عددا لا بأس به من المحترفين في الأندية الأوروبية، ولا سيما في إنجلترا حجز بطاقته من دون عناء كبير، تاركا للمنتخبات الأخرى التنافس على ثلاث بطاقات. غياب عرب آسيا عن المونديال سيقلص الحصة العربية الإجمالية في جنوب إفريقيا، وما زاد الطين بلة انتزاع نيجيريا بطاقة التأهل من تونس؛ لينحصر الوجود العربي في أحد المنتخبين: المصري أو الجزائري اللذين يلتقيان غدا في السودان.