بدأ السينمائيون السعوديون خوض تجربة جديدة في تسويق بضاعتهم السينمائية، وعرضها في الخارج بعيدا عن المشي على البساط الأحمر في المهرجانات السينمائية، حيث تلقت السينما السعودية الدعوة من قِبل مكتبة الإسكندرية لعرض برنامج الأفلام السعودية اليوم، وتعد هذه الدعوة الأولى من نوعها، حيث اقتصر عرض الأفلام السعودية في الخارج من خلال المهرجانات السينمائية والمناسبات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام، وتأتي دعوة مكتبة الإسكندرية للمخرج السينمائي ممدوح سالم الذي نال أخيرا جائزة أفضل قيادي ثقافي سعودي للعام 2009، وتعرض مكتبة الإسكندرية (12) فيلما سعوديا تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية، وتوثق لحضارة إسلامية من خلال أفلام قصيرة، وأخرى وثائقية وكرتونية.. الحياة والطفولة أكثر الأفلام المشاركة أبطالها هم الأطفال وخلت من أي اسم له نجومية في الوسط الفني السعودي، حيث البداية مع فيلم (مهمة طفل) الذي يطرح في 18 دقيقة قصة واقعية لطفل يحاول إنقاذ والدته من الموت في مهمة تكاد تكون مستحيلة والذي أخرجه ممدوح سالم، ويقدم المخرج توفيق الزايدي فيلم (الصمت) في مدة 14 دقيقة، حيث يناقش حياة أسرة صماء، فيما يقدم سمير عارف فيلمه (مجرد كلمة) في 16 دقيقة الذي يتحدث عن طفل عاش حياته في الخارج ليعود إلى وطنه ويواجه صعوبات لتعلم اللغة العربية بعد أن أهملها، ويقدم عبدالله آل عياف فيلم (مطر) في 23 دقيقة، إذ يقدم قضية إنسانية لشاب يكتشف أنه قد يصاب بالعمى، وطفل يعاني ضعفا شديدا في السمع يستعيد حاسته في اليوم نفسه ليتقاطعا تحت قطرات المطر، وتأتي مشاركة للفيلم الثلاثي الأبعاد (مغامرات نمول) في 17 دقيقة للمخرج محمد آل عبيد الذي يروي قصة الطفل نمول ويزرع من خلالها قيم العمل والاجتهاد، ويقدم المخرج الشاب فيصل الحربي فيلمه (أصيل) في 15 دقيقة، حيث تدور أحداثه حول أب وابن فاقد للبصر يستعرض من خلال الأحداث حياة الأب الذي جعل حياته كلها من أجل خدمة ابنه، ويقدم عبدالعزيز النجيم فيلم (تمرد) الذي يطرح من خلاله طفلا بلغ في الجنون والتمرّد مبلغ الرجال في مدة زمنية قدرها 20 دقيقة. حضور الروتين والديموقراطية يطرح المخرج فيصل العتيبي جمال الطبيعة وقسوة المكان التي تتحصن في ثقافة الإنسان من خلال فيلمه (الحصن) في مدة زمنية لا تتجاوز 13 دقيقة، ويشارك نواف المهنا بفيلمه (مجرد يوم) الذي يرصد من خلاله روتين الحياة الممل في حياة شاب في مدة تسع دقائق، فيما يقدم مشعل العنزي فيلم (الديموقراطية) حيث يطرح من خلاله تساؤل طالب في مدرسة عربية عن معنى الديموقراطية في مدة خمس دقائق، ويأتي نايف فايز ليقدم فيلم (بعيدا عن أنظار الكاميرا) في مدة ثماني دقائق ليرمز إلى أن معاناة الناس التي تظهر على الشاشة قد لا تكون عاكسة لمعاناة الناس في الواقع.