قابلت طالبات كلية المجتمع في المدينةالمنورة، وأولياء أمورهن، قرارا أصدرته الكلية الأسبوع الماضي بمشاركة الطالبات في تنظيف الكلية، ومنحهن درجات مقابل ذلك، باستهجان كبير، دفع أولياء الأمور إلى التقدم بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة ضد الكلية؛ بحجة أنهم أرسلوا بناتهم لتلقي العلم لا القيام بدور عاملات النظافة. ولو فكر هؤلاء في الأمر بعقلانية لوجدوا أن فيه فائدة كبيرة، تتمثل في الحفاظ على البيئة التعليمية، وجعلها نظيفة؛ ما ينعكس إيجابا على صحة وسلامة بناتهم، خصوصا أن القرار يتعلق بالمكان الذي يتلقين فيه تعليمهن، ويمضين فيه ساعات طويلة، فهن المستفيدات أولا وأخيرا، فضلا عن إسهام ذلك في زيادة تحصيلهن العلمي وتفوقهن، وإعادة ترتيب الأوليات لديهن.. هذا الأمر لو طبق في جميع الكليات والمدارس والجهات الرسمية، وكل ما يتعلق بحياتنا؛ لما احتجنا إلى من ينظف خلفنا، ولوفرنا على الدولة الكثير.. ولأصبحنا أناسا حضاريين نخدم مجتمعنا ونظهره بالصورة الحسنة بعيدا عن الاستهتار الذي حولنا إلى أشخاص سلبيين.