اعترض مقيم مصري على ما انتهى إليه تقرير مرور جدة حول الحادث المروري الذي أودى بحياة ابنه (13 سنة)، مؤكدا أن السيارة التي كان يركبها ابنه برفقة اثنين من أصدقائه السعوديين كانت في حالة تفحيط، قبيل الحادث الذي وقع صباح 29 سبتمبر الماضي، وهو اليوم الذي صادف تأييد المحكمة العليا للحكم الصادر بحق المفحط المشهور ب”أبو كاب”، الذي تسبب في وفاة شقيقين كانا معه خلال تفحيطه. وذكر سيد الريس ل”شمس” أنه تقدم بشكوى رسمية، وأنه بصدد توكيل محام للنظر في القضية وتفنيد تقرير المرور الذي أكد أن الحادث وقع بسبب تهور سائق السيارة وسرعتها العالية على الطريق، ولم يأت على ذكر التفحيط. يوم الحادث وكان عبدالله الريس قد خرج من منزله صباحا وركب في المقعد الأمامي لسيارة (هوندا أكورد) يقودها فراس اليوبي (17 سنة) يرافقه ابن عمه عبدالله اليوبي (13 سنة) حيث انطلقوا على شارع الأربعين نحو التاسعة صباحا قبل أن تصطدم السيارة الهوندا بشاحنة (دينا) كانت متوقفة على الطريق بعد أن تعرضت هي الأخرى لحادث اصطدام. وحكى الريس تفاصيل يوم الحادث ل”شمس” قائلا: “طلبت من ابني عبدالله في ذلك اليوم أن يصلي الفجر معي فقال إنه سيصلي مع صديقيه فراس وعبدالله اليوبي في مسجد الحي.. وبعد أن فرغ من الصلاة عاد إلى البيت وطلب من أخته أن تعطيه خمسة ريالات ثم نزل مع صديقيه ولم يرجع بعدها”. وأضاف: “كان هناك حادث في نفس الشارع الذي وقع فيه حادث ابني، بين شاحنة (دينا) ووانيت وكانتا متوقفتين في المسارين الأول والثاني، في انتظار قدوم المرور، ثم جاءت سيارة الهوندا التي تحمل ابني وكان قائدها يسير بها بسرعة عالية وسط مضايقة من سيارة جيب كان يسابقها ففوجئ بالشاحنة أمامه قبل أن يصطدم بها بقوة”. جثة بنصف رأس وذكر الريس أن أحد جيرانهم وهو رجل أمن أكد له أنه رأى عبدالله يوم الحادث الساعة السابعة صباحا وهو راكب مع صديقيه حيث استوقفهم ونهرهم وأنزل عبدالله من السيارة وأعاده إلى المنزل.. بعدها قضى بعض الوقت في تصوير نفسه بكاميرات جوالاتهم في المنزل ثم تلقى اتصالا نحو التاسعة صباحا من صديقيه فلحق بهما في الأسفل، حيث انطلقوا بالسيارة مرة أخرى.. وعند ال11 صباحا تقريبا أخبره جاره بوفاة ابنه في حادث سيارة.. فأسرع إلى المستشفى حيث شاهد ابنه جثة هامدة بنصف رأس”. واستطرد قائلا: “بعد مراسم الدفن جاءني آل اليوبي لتعزيتي في ابني وقدموا واجب العزاء ثم عادوا في اليوم الرابع وطلبوا الصلح، فبينت لهم أن الوقت غير مناسب.. بعدها لم نرهم ولم يكلمونا.. نحن نريد شرع الله وإيقاف الاستهتار بحياة الأبرياء بأخذهم في جولات التفحيط وسباق السيارات”. التفحيط سبب الحادث وأكد الريس أن تقرير المرور الذي أشار إلى أن سائق الهوندا يتحمل الخطأ في الحادث بنسبة 100 في المئة وأن الحادث كان بسبب تهور السائق والقيادة بسرعة عالية ليس دقيقا، مشيرا إلى أن التفحيط والتسابق في الشارع هو السبب في الحادث. أما أم عبدالله فقالت إنها تريد أن ينال المخطئ عقابه ليكون عبرة لغيره وحتى لا تتكرر مأساة ابنها. وتساءلت: “ماذا سيكون الموقف لو كان ابنها هو من يقود السيارة؟”. وناشدت الجهات المسؤولة بالتصدي لظاهرة التفحيط لحماية الأرواح والممتلكات.