فتح الفنان حمدي سعد (مدير الأرشيف الموسيقي بوزارة الثقافة والإعلام سابقا) ملفات مغلقة في السرقات الغنائية التي شهدتها الساحة الفنية بين فناني جيله الذين عاصرهم والفنانين الحاليين، وكشف في حديثه ل”شمس” عددا من الحالات التي سطا فيها الفنانون على ألحان وقصائد ليست لهم ونسبوها لأنفسهم بتعمد في محاولة منهم لاستغفال الجمهور والناس وقال: “للأسف أن أغلب الموجودين في الوسط الفني وقعوا في مطب السرقات الغنائية وعلى رأسهم الفنان محمد عبده، الذي سطا على أغنية زميلي الفنان الراحل سعد إبراهيم”، وأضاف: “بعد أن توفي إبراهيم أخذ (فنان العرب) أغنية (أرسل سلامي مع نسيم الصباح)، ولم يحفظ الحق الأدبي أو الفني للفنان الراحل، وجميع من عاصر تلك الفترة يعرف حق المعرفة أنها ليست لعبده”. وأكد حمدي أنه شخصيا تعرض للعديد من السرقات الغنائية، ولم يحفظ له فنانو الجيل الحالي الود والتقدير واحترام ما قدم للساحة في الفترة الماضية، حيث أوضح أنه تعرض للسرقة في رابعة النهار من الفنان عبدالله الرويشد عندما أخذ أغنية (يا طالبين الود) من كلمات دايم السيف، وأعاد فبركة لحنها وقدمها بصوته دون حفظ الحقوق له كملحن للأغنية الأصلية، وتذمر من الأسلوب الذي ينتهجه الفنان محمد السليمان معه، وأوضح أن السليمان في كل ألبوم يصدره يسرق عملا أو عملين من ألحانه دون الرجوع إليه ومراعاة حقه الأدبي، ومن دون (إحم ولا دستور)، وطلب منه الابتعاد عن هذا النهج لأنه مضر بالوسط الفني على حد وصفه. وواصل حمدي في فتح ملفات السرقات، وتجاوزات الفنانين الحاليين على كثير من الأغاني وقال: “من المضحك أيضا أن يأتي الملحن مبارك الحديبي، ويخدع فنانا مثل راشد الماجد بطريقة غريبة، ويوهمه بأن لحن أغنية (عفناك) لطلال مداح، وهو ما نفاه ابنه عبدالله طلال مداح نفسه، ولحن الأغنية في الأصل مقتبس بالكامل من لحن أغنية يقول مطلعها (مشكور ياللي بالمحبة رمى بي)”. وذكر حمدي أن سارقي الأغاني والألحان لم يتوقفوا عند السرقة فحسب أو يتواروا عن الأنظار، بل خرج عدد من الفنانين في برامج تلفزيونية للترويج وتوثيق تلك الأعمال بأسمائهم، وهم في الأصل (سارقينها)، واستشهد بحادثة الفنان حسن إسكندراني الذي ظهر عبر القناة الأولى في سهرة تلفزيونية وذكر أنه هو صاحب أغنية (عالجوني يحسبون أني مريض) وأضاف حمدي بحسرة: “هذه الأغنية لي وأنا لحنتها وغنيتها، والتاريخ يشهد بذلك فكيف ينسبها إسكندراني لنفسه؟! وكيف يقول إنها من كلمات (ابن البلد)؟!” وواصل: “لا أعرف من أين أتى بتلك المعلومات والأغنية في الأساس من كلمات الشاعر طلال السعيد، ومن ألحاني وغنائي ومسجلة في أرشيف التلفزيون السعودي والتلفزيون الكويتي، وعليكم الرجوع إلى الأرشيف لكي تتأكدوا من مصداقية كلامي”. وزاد: “جرد الشاعر والملحن والفنان مرة واحدة من الأغنية، وغنتها أيضا فنانة أخرى، وادعت نفس ما قاله إسكندراني، وأنا أستغرب ذلك مع أن أعمالنا مسجلة ومعتمدة في أرشيف التلفزيون السعودي، وهؤلاء لا يزالون يهرفون بترهاتهم”. وأكد حمدي أن هنالك أسماء كبيرة في عالم الألحان دخلت دائرة السرقات، واختفت بعد ذلك مثل فنان اسمه (عودة العودة) سطا على أغنية (مسافر يا بعد حيي) من كلمات الأمير عبدالرحمن بن ناصر، ونسب لحنها إلى سراج عمر. وفي نهاية حديثه ناشد حمدي نجوم الوسط الفني باحترام الآخرين، وعدم سلب حقوقهم، لأنهم تعبوا كثيرا على أعمالهم. وطلب من (فنان العرب) الاعتراف – إذا كان يملك الشجاعة على حد وصفه- بأنه سطا على الفنان الراحل سعد إبراهيم. وقال: “قدم لي سعد قبل وفاته تنازلا كاملا عن جميع أعماله الفنية، وحورب، وكان نتيجة لهذه الحرب أن أبعدته أيادٍ خفية عن مهرجان (الجنادرية) رغم أن المشاركة كانت أمنية بالنسبة له”، وأضاف: “على (فنان العرب) أن يعترف بأن الأغنية لسعد إبراهيم إذا كان يمتلك الشجاعة الكافية، وأنا لدي ما يثبت ذلك”. وعلى نقيض معاملة فنان العرب أكد حمدي أن الفنان الراحل طلال مداح كان يكن كل الحب والتقدير للفنانين، وهو محب للفنان سعد إبراهيم وقدموا معا أوبريتا وطنيا تم تسجيله في القاهرة. وأوضح أن حديثه لشمس” جاء لكي يعرف الجميع خفايا الوسط الفني والغنائي بالذات لكيلا يتفاجؤوا في يوم من الأيام بتكرار أغانيهم القديمة، والتي كانت برونق خاص، وتمت سرقتها.